في السنوات الأخيرة، تحولت زيوت البذور من مكونات غذائية شائعة إلى محور جدل واسع النطاق، يشارك فيه مؤثرون، منتديات صحية، مسؤولون حكوميون، وأخيرًا... باحثو جامعة هارفارد. فبين من يصفها بأنها "سامة" تتسبب في الأمراض المزمنة، ومن يراها خيارًا صحيًا، تقف الأبحاث في منطقة رمادية.
الدكتورة جين تشاو، خبيرة الصحة العامة العالمية وباحثة في مجال التغذية بجامعة هارفارد، توضح أن المعلومات المتوفرة حاليًا حول زيوت البذور—مثل الكانولا، الذرة، ودوار الشمس—لا تزال غير حاسمة، وأن كثيرًا من الدراسات يعاني من عيوب منهجية أو تحيّز في اختيار النتائج لدعم رأي معين.
وتضيف:
"الحقيقة أننا لا نفهم تمامًا تأثير أحماض أوميغا-6 الدهنية الموجودة في زيوت البذور على خطر الإصابة بالأمراض."
أغلب زيوت البذور تحتوي على دهون غير مشبعة، وعلى وجه الخصوص أحماض أوميغا-6. يشير بعض المنتقدين إلى أن الإفراط في استهلاكها يؤدي إلى التهابات مزمنة قد تساهم في تطور أمراض القلب، والسرطان، واضطرابات المناعة.
لكن حسب مراجعات علمية متعددة، النتائج غير متسقة:
رغم غياب إجماع علمي واضح، قرر وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي الابن أن يوصي الناس بتجنب زيوت البذور تمامًا واستبدالها بدهون مشبعة مثل دهن اللحم البقري.
وتعلق د. تشاو على هذا النوع من التوجهات قائلة:
"ينبغي على المجتمع العلمي أن يتحلى بالصدق ويقول: نحن لا نملك كل الإجابات بعد. وهذا لا يربك الناس، بل يحترمهم."
زيوت البذور موجودة في جميع أركان النظام الغذائي الغربي، لكنها تختلف في تأثيرها الصحي حسب السياق الغذائي:
ترى د. تشاو أن المشكلة ليست في زيوت البذور بحد ذاتها، بل في الطريقة التي يتم بها استخدامها ضمن أنظمة غذائية غير متوازنة.
وتختم بقولها:
"حتى نعرف المزيد، علينا أن نفضل التوازن على التطرف. لا داعي للخوف من قطعة كرواسون، ولا ينبغي أيضًا أن نغمر كل وجبة بزيوت البذور بحجة أنها صحية. ما يحتاجه الجدل حول زيوت البذور ليس مزيدًا من الضجة... بل مزيدًا من التواضع والعلم."
المصدر: dailymail
