للأعلان .png)
قاضي دولي في زيت الزيتون عضو الجمعية العلمية للصناعات الغذائية – جامعة الاسكندرية
في زيارة لصديقي م/ محمد النحاس، والنقاش حول تطور الزراعة في مصر في الفترة الأخيرة، وخصوصًا لأنه ترك العمل بالخارج وفضّل العمل بمصر، فقال: "أحب أن أنقل كل التجارب الحديثة لوطني".
وأثناء استعراض إنجازاته الزراعية بمصر، قاطع الحديث م/ محمود خميس، الذي سأل سؤالًا مباشرًا وقال: "أنا في حيرة، نزرع أربكينا ولا رأيك إيه؟"، وقال لي: "هذا السؤال محير ناس كتير". فضحكنا وقلت له: "نشرب الشاي ونتكلم".
.jpg)
في المقال السابق أوضحنا مميزات صنف الأربكينا وكم هو مميز في الزراعات الاقتصادية وموفر في التكاليف وسريع النمو، ويمكن من خلاله أن تفتح أسواقًا جديدة ونشر ثقافة زيت الزيتون بالمناطق حديثة العهد بزيت الزيتون.
والجدير بالذكر أن السفارة الإيطالية باليابان قامت بتوزيع عينات للشعب الياباني لتعريفهم بزيت الزيتون وفوائده، وتذوق زيت الأربكينا حلو المذاق ذي الخواص المعتدلة. ونجحت الشركات الإيطالية في دخول سوق اليابان ومنه إلى الصين.
ولا ننكر أن لضعف محتواه من الفينول (مضادات الأكسدة) يكون عرضة لتدهور مواصفاته في فترة قصيرة، لكن هذا الكلام ليس مطلقًا (نظرة دهشة من م/ محمود خميس).
نشرب الشاي قبل ما يبرد ونكمل...
إحنا عرفنا مشكلة زيت الأربكينا، صح؟ نشوف في إسبانيا بيعملوا إيه، ومفيش مانع نشوف إيه اللي يمشي معانا ونعمله. في أبحاث بتقول نضيف نسبة من أوراق الزيتون الخضراء مع الثمار في مرحلة الطحن لزيادة محتوى الزيت النهائي من الفينولات.
إيه كمان؟
طب كده الزيت عمره هيطول ويعيش معاك فترات طويلة جدًا.
بخلاف أن كل المزارع مكثفة الزراعة لا تزرع أشجار أربكينا فقط، ليه؟ لأن الأربكينا نضج مبكر ويُزرع معها أربوسانا، لتقوم المزارع بحصاد الأربكينا وبعده الأربوسانا. يعني مزارع الزيتون لديها زيت الأربكينا وزيت الأربوسانا.
ببساطة، يمكن عمل خليط منهم معًا متوازن يطيل عمر الزيت المنتج، ويكون لديك الخيار: إما استخدام زيت الأربكينا أحادي الصنف، أو خليط من الأربكينا والأربوسانا، أو خليط من أصناف أخرى (BLEND).
نظر م/ محمود مرة أخرى وقال: "يعني نزرع أربكينا ونتوكل على الله؟".
طبعًا، الاستثمار في مجال زراعات الزيتون يعتمد على الجدوى الاقتصادية ودورة رأس المال، وهذا ما يشجع المستثمر على ضخ الأموال. والزراعات المكثفة عالميًا هي المستقبل الحقيقي للاستثمار، ولنا في إسبانيا وتونس وتركيا والمملكة العربية السعودية نماذج واضحة للتطور في هذا القطاع.
وكم نتمنى أن تحذو مصر حذو هذه الدول في النهوض بقطاع الزيتون. وقد أشرنا سابقًا إلى شركات (الهاشمية ومفازا وجناين سيوة – وغيرهم) القائمة على أرض مصر، تبنت الفكر المتطور والاستثمار الزراعي، ونعيد شكرهم على هذه الخطوة المتطورة، وأن لهم الريادة في هذا المجال.
أخيرًا
أرجو أن يتركني م/ محمود خميس أن أمشي، لأن استفساراته لا تنتهي، فهو نهم للمعرفة والتعلم. واستطعت أخيرًا أن أمشي، فكل التحية للجيل الصاعد، فهو يحمل لواء تطوير قطاع الزيتون بمصر.
