من هدية فلسطين إلى مزارع الأربكينا: حكاية زيت الزيتون

تاريخ النشر:
October 18, 2025
أخر تعديل:
October 19, 2025

قاضي دولي في زيت الزيتون عضو الجمعية العلمية للصناعات الغذائية – جامعة الاسكندرية

أهداني صديقي العزيز محمد النعيمي (أبو عمار) عند عودته من الأردن تنكة زيت هدية من فلسطين، وقال لي: "زيت زيتون حكاية، أصلي نحصل عليه بالأردن بصعوبة لقلة الإنتاج في فلسطين الحبيبة".

واستغلال بعض التجار للمنتج الفلسطيني عالي الجودة وذي السمعة العالية بخلطه بمنتجات أقل جودة والترويج له على أنه منتج فلسطيني.

وبفرحتي بهذه الهدية الغالية، بدأت أستخدمه بحرص. لكن الغريب أن أولادي لا يحبون طعمه المر وحرقته ولا رائحته القوية مع الأكل، على الرغم من كون المرارة والحرقة ورائحته القوية من أهم صفاته.

بدأت أشتري زيت زيتون حلو المذاق وخفيف، وذلك لحداثة عهد الأولاد بالتعامل مع زيت الزيتون. وأنسب زيت لهذا الغرض هو زيت زيتون صنف "الأربكينا" (Arbequina)، حيث له خصائصه الفريدة، مثل نكهته الفاكهية الحلوة والخفيفة.

وبدأ الأولاد في استخدامه بشكل منتظم والاستفسار عنه. ونظرًا لانتشار الزراعات عالية الكثافة في مصر، سوف نسترسل في توضيح كل ما يتعلق بـ:

صنف الأربكينا

له قيمة اقتصادية عالية في الزراعات المكثفة بسبب إنتاجيته الغزيرة وسرعة إنتاجه، وإن كان زيته حساسًا للأكسدة وغير ثابت للتخزين طويل الأمد بسبب محتواه المنخفض من مادة البوليفينول (في المتوسط 180 PPM).

يُفضل استخدامه في تعريف الناس بزيت الزيتون، حيث تم استخدامه لفتح أسواق جديدة باليابان والصين لتميزه بنكهة حلوة قليلاً وفاكهية متوسطة، مما يجعله مناسبًا للاستخدام المباشر على الطعام. قد يُحس في رائحته برائحة اللوز الأخضر أو الجوز أو الطماطم، وذلك للمتخصصين في التذوق الحسي لزيت الزيتون.

المزايا

من أهم مميزات صنف الأربكينا، وهو صنف إسباني، أن حجم الشجرة صغير وأفرعها مرنة؛ فتناسب الحصاد الآلي في المزارع الكبيرة، وإنتاجها مرتفع. ويصعب جمع ثماره يدويًا بسبب صغر حجم الثمار، مما يحقق عائدًا اقتصاديًا سريعًا.

الشجرة لديها مقاومة للصقيع والملوحة، ولكنها حساسة للأراضي الجيرية جدًا.

احتياجات الشجرة

يُفضل الزراعة باستخدام الري الدائم، ولا يتناسب زراعته في المناطق التي تعتمد على الأمطار فقط (كما تسمى الزراعة البعلية) نظرًا لأنه حساس للجفاف ومعرض للإصابة بذبابة الزيتون.

ونلاحظ انتشار زيت زيتون الأربكينا على مستوى العالم وكذلك في مصر.

مشاركات زيت الأربكينا في المسابقات العالمية

في جميع مسابقات زيت الزيتون على مستوى العالم لعام 2024، من أكبر الدول المنتجة حصادًا للميداليات:

  • إسبانيا: 182 ميدالية.
  • تركيا: 91 ميدالية.
  • البرازيل: 22 ميدالية.
  • الأردن: 19 ميدالية.

ونلاحظ قائمة من الترتيب العالمي للشركات لزيت صنف الأربكينا لعام 2024.

لهذا، بدأت الشركات المصرية والمستثمرون في التوجه إلى الزراعات الاقتصادية ذات الإنتاج المرتفع والسريع مع استخدام الميكنة والحصادات الآلية. ونشد على أيديهم لتطور قطاع زيت الزيتون المصري. ومن الشركات الهامة في مصر (الهاشمية – مفازا – جناين سيوة – وغيرهم كثير ممن بدأ الاهتمام بالزراعات المكثفة)، مما أحدث تطورًا متسارعًا في زراعات أشجار الزيت بمصر في الفترة الأخيرة.

خاتمة: شكر وتقدير

وبعد كل هذا الحديث، لا بد من شكر صديقنا محمد النعيمي على تنكة زيت الزيتون الفلسطينية التي تمثل الأصل والعراقة والصمود بطعمها القوي ولونها المميز ورائحتها المميزة، والتي فتحت الحديث عن زيت زيتون الأربكينا الذي يساهم في انتشار ثقافة زيت الزيتون مع الأجيال الجديدة وما له من مردود اقتصادي.

وأخيرًا، معًا لمستقبل صحي باستخدام زيت الزيتون، ومعًا لنهضة الاقتصاد الوطني.

أقرأ إيضا

النشرة البريدية

تواصل معانا وتابعنا على منصات التواصل الإجتماعي

Tiktok logolinkedin logoinstagram logofacebook logoyoutube logoX logoEmail icon
.Copyright Zyotwdhon. All Rights Reserved ©