.png)

قاضي دولي في زيت الزيتون عضو الجمعية العلمية للصناعات الغذائية – جامعة الاسكندرية
中国橄榄油
لم تترك الصين مجالاً إلا وكانت لها فيه تجارب؛ فبعد اختراق كافة المجالات الاقتصادية، العسكرية، صناعة السيارات، والتكنولوجيا الحديثة، حاولنا معرفة ما وصلت إليه في المجال الزراعي، وهل نجحت في زراعة أشجار الزيتون وإنتاج زيت الزيتون؟ وهل ساعدها المناخ على نجاح زراعة "الشجرة المباركة"؟
لاحظنا أن زيت الزيتون الصيني يشهد نمواً كبيراً، حيث استثمرت الصين في زراعة الزيتون في مناطق مثل "قانسو" و"سيشوان" (甘肃、四川)، وأصبحت تنتج كميات متزايدة تتراوح من 60 إلى 80 ألف طن سنوياً خلال المواسم الأخيرة. جاء ذلك بفضل خطط حكومية ومشاريع ضخمة، مما مكنها من تحقيق جوائز دولية لزيتها، خاصة في فئة "البكر الممتاز"، ليصبح منافساً صاعداً في السوق العالمية ويفتح أسواق تصدير جديدة، رغم هيمنة إسبانيا وإيطاليا على السوق الصينية المستوردة.
تعد مدينة "لونغنان" في مقاطعة "قانسو" مركزاً رئيسياً لزراعة الزيتون في الصين؛ إذ بدأت زراعتها عام 1964 بهدية من ألبانيا، لتتحول اليوم إلى أكبر قاعدة لإنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز والشتلات في الصين، وتنتج أغلب الإنتاج المحلي.
في المقابل، تتمتع مناطق مثل "سيشوان" بإمكانيات مماثلة لزراعة الزيتون نظراً لظروفها المناخية الشبيهة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، وإن لم يصل حجم إنتاجها إلى مستوى "قانسو" حتى الآن، مع وجود تركيز كبير على تطوير أصناف محلية بخلاف الأصناف المستوردة.
لعبت الخبرات الأجنبية دوراً حاسماً، خاصة مع وصول خبير بساتين الزيتون الإسباني بيدرو رودريغيز سانشيز (Pedro J. Rodríguez Sánchez) إلى مدينة "وودو" (Wudu) لدعم القطاع.
في ذلك الوقت، كانت هناك مشاكل كثيرة، حيث لم يتجاوز معدل بقاء شجرة الزيتون في المنطقة 50%، ولكن بمساعدته ارتفع هذا المعدل إلى 94%، مما ساهم بشكل مباشر في ازدهار قطاع الزيتون في المنطقة.
تستورد الصين شتلات لأصناف مميزة تستطيع النمو في ظروفها المناخية من دول مثل إسبانيا واليونان لتعزيز قطاعها المحلي، ومن أبرز هذه الأصناف:
فاز زيت الزيتون الصيني المنتج في منطقة "وودو" (Wudu) بجائزة في مسابقة زيت الزيتون الدولية التي أقيمت في اليونان. وقد فتح هذا التتويج الباب أمام المنتج الصيني لاقتحام السوق الدولية، حيث انتقل تدريجياً إلى الخارج، وكان التعاون مع كوريا كأول مستورد لزيت الزيتون الصيني.
تتحول الصين تدريجياً من مستورد لزيت الزيتون إلى منتج، مع الاهتمام بقطاع الزراعة ودمج هذا المنتج في الأطباق الصينية التقليدية، إلا أنها لا تزال من المستوردين لزيت الزيتون الإسباني والإيطالي.
ويبقى السؤال المطروح: هل يأتي يوم نسمع فيه عن منافسة قوية بين زيت الزيتون الأصلي من دول الإنتاج التقليدية، وزيت زيتون صيني ذي جودة مرتفعة؟
亚辛·哈姆迪工程师
国际橄榄油专家及评委
亚历山大大学食品工业科学协会会员