ليست كل مضادات الأكسدة جيدة!

تاريخ النشر:
December 14, 2025
أخر تعديل:
December 15, 2025

قاضي دولي في زيت الزيتون عضو الجمعية العلمية للصناعات الغذائية – جامعة الاسكندرية

تلجأ الشركات إلى استخدام مضادات أكسدة صناعية لمقاومة تدهور المنتجات وإطالة فترة صلاحيتها. وللبحث أولاً عن معنى "مضادات الأكسدة"، نجد أن هناك مصادر طبيعية موجودة بالأغذية ومصادر صناعية.

ما معنى الأكسدة التي نقاومها؟

تبدأ الأكسدة بوجود محفزات (ضوء – حرارة – معادن مثل النحاس والحديد) في وجود الأكسجين، ثم تبدأ مرحلة النشاط التأكسدي حتى الوصول إلى المرحلة النهائية التي يتدهور فيها المنتج.

هناك منتجات تحتوي على مضادات أكسدة طبيعية مثل (Polyphenols - Tocopherols - Flavonoids) الموجودة في الخضر والفاكهة وزيت الزيتون، وهي تقاوم الأكسدة وتؤخرها، لكنها لا تمنعها نهائياً لأن هناك أكسدة ذاتية.

في المقابل، يتم اللجوء إلى إضافة مضادات أكسدة خارجية مثل:

  • Butylated Hydroxyanisole (BHA)
  • Butylated Hydroxytoluene (BHT)
  • Tertiary Butylhydroquinone (TBHQ)

وقد أثبتت دراسات وتجارب علمية أن استخدام مضادات الأكسدة الصناعية لمنع تزنخ الزيوت النباتية وإطالة فترة صلاحيتها، وفي صناعة البسكويت والمعجنات بنسب مرتفعة، هو أحد الأسباب الرئيسية في كثير من السرطانات، ومن أهم مضادات الأكسدة المتهمة مادة (TBHQ).

دور مضادات الأكسدة في الزيوت

تدفعنا نتائج هذه الدراسات لتوضيح معنى مضادات الأكسدة؛ فهي المكونات التي تحمي الزيت من التأكسد والتزنخ، وبالتالي تحافظ عليه صالحاً للاستخدام الآدمي لفترات أطول.

  • زيت الزيتون (المعصور على البارد): يحتوي على مضادات الأكسدة الطبيعية (البوليفينولات).
  • الزيوت النباتية المكررة: (مثل زيت الذرة، وزيت عباد الشمس، وزيت النخيل، وغيرها). بعد عمليات المعالجة والتكرير والتصفية، يتم تكسير جميع مضادات الأكسدة الطبيعية فيها، ويكون الزيت عرضة للتدهور بسرعة وعمر صلاحيته قصير.

لذلك، تتم إضافة مضادات أكسدة صناعية خارجية أهمها TBHQ مع حامض الستريك، وهي تحمل الرقم الكودي E319، فما هي هذه المادة؟

ما هي مادة TBHQ وما مصدرها؟

مادة "ثلاثي بوتيل هيدروكينون" (TBHQ) هي مضاد أكسدة صناعي ومادة حافظة لمنع أكسدة الطعام، إبطاء نمو البكتيريا، وإطالة العمر الافتراضي للأطعمة المصنعة. هي عكس مضادات الأكسدة الطبيعية المفيدة للجسم التي تحمي الخلايا، ولذلك تثير الكثير من الجدل.

المصدر:تعتبر TBHQ عبارة عن منتج ثانوي لصناعة البترول، تنتج خلال عملية تقطير النفط الخام. وعند استخدامها كمضاف غذائي فإنها لا تؤثر على لون أو طعم أو رائحة المنتجات التي تضاف إليها.

الاستخدامات:تختلف نسب إضافة TBHQ طبقاً للمنتج نفسه، وتستخدم في:

  • الوجبات الخفيفة (مثل البطاطا المقلية).
  • الحلوى والمخبوزات.
  • بعض مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية.
  • الأسماك المجمدة (بحد أقصى 1 جم/كجم نتيجة سرعة تدهورها، وهي نسبة مرتفعة تتجاوز النسب التي أقرتها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية).

مخاطر مضادات الأكسدة الصناعية

هناك دليل على أن استهلاك مستويات عالية من TBHQ يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالربو ومشاكل الجهاز التنفسي وعدة مشاكل صحية أخرى.

  1. ضعف المناعة: توصلت بعض الدراسات إلى أن مادة TBHQ تضعف جهاز المناعة.
  2. السمية: ثبت أن التعرض طويل الأمد لمادة TBHQ بجرعات أعلى (0.7 مجم/كجم) يؤدي إلى خطر كبير على الصحة العامة ويجلب سلسلة من الآثار الجانبية، بما في ذلك الآثار السامة للخلايا، السمية الجينية، المسرطنة، والمطفرة.

وقد حددت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية نسبة TBHQ بحيث لا تتجاوز ما مقداره 0.02% من محتوى الزيت أو الدهون في الطعام.

بدائل صناعية أخرى (BHA & BHT)

بعض شركات تصنيع الزيوت النباتية تستعمل مركبات مضادة للأكسدة مضافة يرمز لها بالاختصارين: BHA & BHT (بيوتيليد هيدروكسي أنيزول، وبيوتيليد هيدروكسي تولوين). ولهما نفس التأثير الضار في حال زيادة النسبة المضافة. وتستخدم مطاعم الوجبات السريعة مثل هذه المركبات في زيوت القلي التي يتكرر استخدامها لوقايتها من سرعة حدوث التزنخ وإطالة فترة استخدامها.

الخلاصة

يجب الانتباه إلى المنتجات التي نشتريها بالبحث عن مضادات الأكسدة الصناعية التي تضاف لها، سواء بالرمز الكودي E319 أو بأحد الرموز (TBHQ - BHA - BHT)، مع التأكد من النسب المضافة للمنتج.

وهنا يتجلى استخدام زيت الزيتون الذي يحتوي على مضادات أكسدة طبيعية (البوليفينولات) ودورها المفيد للصحة، حيث يثبت العلم والأبحاث العلمية أهميتها في تقوية جهاز المناعة ومقاومة الأمراض.

أقرأ إيضا

النشرة البريدية

تواصل معانا وتابعنا على منصات التواصل الإجتماعي

Tiktok logolinkedin logoinstagram logofacebook logoyoutube logoX logoEmail icon
.Copyright Zyotwdhon. All Rights Reserved ©