زيت النخيل الأحمر لدعم تغذية الأطفال من الفئات الأكثر احتياجاً

قال داتوك سيري جوهري عبد الغني، وزير المزارع والسلع، إن ماليزيا ستقدم قريباً زيت النخيل الأحمر (RPO) ضمن وجبات المدارس وبرامج المساعدات الغذائية الموجهة للأطفال، وذلك في إطار جهد وطني لمعالجة نقص التغذية بين الأطفال من الفئات الأكثر احتياجاً.

ومن المتوقع أن يُحدث هذا القرار، الذي أقره الاجتماع الخاص للمجلس الوطني للتغذية (MKMPK-18) برئاسة وزير الصحة، تأثيراً حقيقياً ودائماً على الصحة العامة، وخاصة للأطفال والمجتمعات الضعيفة.

جاء هذا التطور في خطاب جوهري الذي ألقاه نيابة عنه داتوك يوسران شاه محمد يوسف، الأمين العام لوزارة المزارع والسلع، خلال افتتاح "ندوة التغذية" التي عُقدت بالتزامن مع المؤتمر والمعرض الدولي لزيت النخيل 2025 (PIPOC 2025) هنا أمس.

وأشار جوهري إلى أن هذه الخطوة تمثل إنجازاً كبيراً يبرز التعاون بين المؤسسات البحثية والجهات الفاعلة في الصناعة والوزارات الحكومية لتعزيز رفاهية الأطفال. وقال: "هذا قرار تاريخي يعكس التزامنا الجماعي بضمان مساهمة زيت النخيل بشكل هادف في الصحة العامة، وخاصة للفئات التي تعاني من نقص التغذية والفئات الأكثر احتياجاً".

ووفقاً لمجلس زيت النخيل الماليزي (MPOC)، يتم إنتاج زيت النخيل الأحمر (RPO) من خلال طريقة تكرير يمكنها الاحتفاظ بـ 80% من الكاروتينات – وهي شكل من أشكال مضادات الأكسدة – الموجودة في زيت النخيل الخام. والكاروتينات هي صبغات موجودة في النباتات تمنح الفواكه والخضروات ألوانها الصفراء والبرتقالية والحمراء.

ستبدأ مبادرة دمج زيت النخيل الأحمر من خلال إدراجه في قوائم الطعام في المدارس الحكومية ورياض الأطفال والمستشفيات. ثانياً، سيتم توزيع البسكويت المدعم بزيت النخيل الأحمر من خلال الوزارات والوكالات المشرفة على برامج صحة وتغذية الأطفال.

وأكد جوهري أن مستقبل ماليزيا في قطاع زيت النخيل يرتكز على الابتكار والمصداقية العلمية والإنتاج المسؤول، بدلاً من التوسع وحده. وسلط الضوء على موضوع الندوة، "تمكين تغذية زيت النخيل اليوم لغد أكثر صحة"، باعتباره انعكاساً لالتزام ماليزيا بدعم الأمن الغذائي العالمي والصحة والاستدامة.

وفي هذا السياق، قال إن ماليزيا تضع نفسها كدولة رائدة في أبحاث التغذية القائمة على العلم، بدعم من دراسات واسعة أجرتها هيئة زيت النخيل الماليزي (MPOB) والجامعات المحلية.

إحدى المبادرات الرئيسية هي دراسة (PEACE)، وهو مشروع وبائي كبير بين هيئة زيت النخيل الماليزي والجامعة الوطنية الماليزية (UKM) يدرس العلاقة بين استهلاك زيت النخيل وصحة القلب والتمثيل الغذائي، والالتهابات، والميكروبيوم، وعلم الجينوم الغذائي. وقال جوهري: "سيوفر هذا البحث قاعدة الأدلة اللازمة لتشكيل التوجيهات الغذائية المستقبلية ومعايير المنتجات واستراتيجيات الاستثمار".

وأضاف أن هيئة زيت النخيل الماليزي تتقدم في الأبحاث حول الخصائص الوظيفية لزيت النخيل، مثل التوكوترينول والكاروتينات والدهون المهيكلة، والتي أظهرت فوائد واعدة للصحة الأيضية ودعم المناعة وامتصاص العناصر الغذائية.

كما سلط جوهري الضوء على النجاح في تحويل البحث إلى ممارسة عملية، مستشهداً بموافقة الصين مؤخراً على استخدام "توكوترينول النخيل" كعنصر غذائي. وقال: "هذا الإنجاز له معنى خاص حيث تحتفل ماليزيا والصين بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية. إنه رمز لكيفية توحيد العلم والتجارة بين الدول في تعزيز الصحة والتغذية والاستدامة".

كما جدد جوهري تأكيد التزام ماليزيا بالاستدامة وإمكانية التتبع في قطاع زيت النخيل، مع استمرار شهادة زيت النخيل المستدام الماليزي (MSPO) في تعزيز الثقة العالمية بممارسات الإنتاج المسؤول في ماليزيا. وأضاف: "تقدم ماليزيا سلسلة توريد مستقرة وموثوقة ترتكز على حوكمة قوية وشهادات شفافة. ونرحب بالشركاء الدوليين والمؤسسات العلمية للتعاون معنا في تعزيز التغذية والاستدامة العالمية".

وشهد الحفل أيضاً توقيع 11 مذكرة اتفاق بين هيئة زيت النخيل الماليزي (MPOB) والعديد من الجامعات والمؤسسات البحثية للتحقيق في دور "توكوترينول النخيل" في مجالات مثل التئام الجروح، والخصائص المضادة للسرطان، وفوائد حماية الأعضاء، والصحة الأيضية.

وتم توقيع الاتفاقيات مع كل من جامعة مالايا (Universiti Malaya)، وجامعة العلوم الماليزية (Universiti Sains Malaysia)، والجامعة الوطنية الماليزية (UKM)، والجامعة التكنولوجية الماليزية (Universiti Teknologi Malaysia)، وجامعة مارا للتكنولوجيا (Universiti Teknologi Mara)، وجامعة موناش ماليزيا (Monash University Malaysia)، ومؤسسة أبحاث السرطان في ماليزيا (Cancer Research Malaysia).

‍
المصدر: The Star