رئيس قسم الزيوت والدهون بمعهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث.
الزيوت الغذائية هي شريان الحياة في مطابخنا، حيث تلعب دوراً محورياً في التغذية السليمة وإعداد الوجبات الصحية. وفي صدارة هذه الزيوت يأتي زيت الزيتون البكر الممتاز - ذلك الكنز الطبيعي الغني بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية المفيدة لصحة القلب والجسم.
لكن هل تعلم أن هذه الزيوت الثمينة تبدأ رحلتها نحو التلف منذ اللحظة الأولى لفتح العبوة؟ فالضوء، الهواء، والحرارة يعملون معاً كثلاثي مدمر ينهك جودة الزيت وقيمته الغذائية تدريجياً. وهنا تكمن المفارقة: ندفع ثمناً باهظاً لزيت زيتون عالي الجودة، ثم نفسده دون قصد بسوء التخزين!
- لماذا يعتبر زيت الزيتون الأكثر أهمية بين جميع الزيوت؟
- كيف تختار العبوة المثالية لاحتياجاتك المنزلية أو التجارية؟
- ما هي التقنيات الذكية لحفظ الزيوت لتبقى طازجة لأطول فترة ممكنة؟
سواء كنت ربة منزل تحرص على صحة أسرتها، أو صاحب مطعم يهتم بجودة مكوناته، أو مسؤولاً عن توريد المواد الغذائية، فإن هذه المعلومات ستغير طريقة تعاملك مع الزيوت إلى الأبد. فالجودة لا تقاس فقط عند الشراء، بل أيضاً بكيفية الحفظ والاستخدام!
عند فتح عبوة الزيت، يتعرض للأكسجين والضوء والحرارة، مما يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تؤثر على جودته، مثل:
• يتفاعل الزيت مع الأكسجين، مما يؤدي إلى تكوين الجذور الحرة والبيروكسيدات، وهي مركبات ضارة ترتبط بـ:
o تلف الخلايا في الجسم.
o زيادة خطر الالتهابات والأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطان.
o تغير الطعم والرائحة (يصبح الزيت "زنخًا").
• عندما يفسد الزيت، تتغير نكهته ورائحته، ويصبح غير صالح للاستهلاك.
• الزيت الزنخ قد يسبب اضطرابات هضمية أو تسممًا غذائيًا خفيفًا.
• الزيوت الطبيعية (مثل زيت الزيتون) تحتوي على مضادات أكسدة (مثل البوليفينول وفيتامين E) التي تقل فعاليتها مع الوقت بعد الفتح.
• يُعد زيت الزيتون البكر الممتاز الأكثر قيمة غذائية وصحية بين جميع الزيوت، بفضل تركيبته الفريدة الغنية بمضادات الأكسدة (مثل البوليفينول) والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (مثل حمض الأوليك) التي تحمي القلب وتقلل الالتهابات. تُوصي منظمة الصحة العالمية ومنظمات التغذية العالمية باعتباره الخيار الأمثل للطهي، نظرًا لفائدته في الوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين جودة الحياة، مقارنةً بالزيوت النباتية الأخرى.
العبوة المغلقة: تحتفظ بجودتها طوال المدة المدونة إذا خُزنت في مكان بارد ومظلم وجاف.
بعد الفتح: تبدأ الجودة في الانخفاض خلال 4-8 أسابيع بسبب الأكسدة، حتى مع الإغلاق الجيد.
نصيحة ذهبية: دوّن تاريخ الفتح على العبوة لتتبع فترة الاستهلاك المثلى.
الحجم المثالي: 250 مل - 500 مل.
السبب: يُستهلك خلال 2-4 أسابيع، مما يضمن الحصول على زيت طازج.
تجنب: العبوات الكبيرة (1 لتر أو أكثر) لأنها تزيد من خطر التلف.
الحجم المثالي: 1 لتر أو عبوتين من 500 مل.
الميزة: فتح عبوة واحدة واستخدامها أولًا مع الحفاظ على جودة الأخرى.
- الحجم المثالي: 2-3 لتر مع تخزين دقيق.
للعبوات الكبيرة (5 لتر أو أكثر): يُفضل تفريغها في عبوات صغيرة محكمة الغلق لضمان الجودة.
الحجم الشائع: 3-10 لتر.
التحدي: الأكسدة السريعة بعد الفتح.
الحل:
- تفريغ الزيت في عبوات صغيرة (500 مل - 1 لتر) بعد الفتح.
- استخدام عبوات معدنية لحجب الضوء.
- الاستهلاك خلال 4-6 أسابيع.
1.اختر عبوات داكنة لحماية الزيت من الضوء.
2. تجنب العبوات الشفافة أو البلاستيك غير الغذائي.
3. خزن الزيت في مكان بارد وجاف ومظلم.
4. لا تنخدع بالسعر الرخيص للعبوات الكبيرة إذا كان استهلاكك محدودًا.
5. استخدم الثلاجة فقط عند الضرورة، مع العلم أن الزيت قد يتعكر مؤقتًا.
زيت الزيتون الطازج ليس فقط ألذ، بل أكثر فائدة.
اختر حجم العبوة بناءً على استهلاكك لضمان الجودة.
قاعدة ذهبية: استهلك العبوة خلال 4-6 أسابيع من الفتح.
الجودة المتدهورة تكلفك أكثر على المدى الطويل، لذا كن حريصًا على التخزين والاستهلاك الأمثل.
**"استثمر في الجودة، واختر بحكمة
