تمتلك الدول الأفريقية 6.53 مليون هكتار غير مسجل من نخيل الزيت البري وشبه البري والمزروع في الحدائق، وهي مساحة تزيد عن ثلاثة أضعاف مساحة جميع المزارع التجارية في القارة، وفقًا لدراسة نُشرت يوم الثلاثاء، 9 سبتمبر، في المجلة العلمية IOP Science.
تشير الدراسة، التي تحمل عنوان "نخيل الزيت غير المزروع وغير المبلغ عنه على نطاق واسع في أفريقيا"، إلى أن نخيل الزيت الأفريقي (Elaeis guineensis) موطنه الأصلي الغابات المطيرة في القارة. وتتميز ثماره بغناها بالزيت المستخدم في الغذاء والطب التقليدي ومنتجات النظافة المختلفة. ولا يكفي إنتاج زيت النخيل الحالي في أفريقيا لتلبية الطلب الإقليمي، مما يجعل معظم البلدان مستوردًا صافيًا لهذه السلعة.
في أفريقيا، يُنتج زيت النخيل في بيئات متنوعة، بدءًا من المزارع الصناعية واسعة النطاق، إلى المزارع الصغيرة المنظمة، وصولًا إلى الأشجار شبه البرية والبرية. وعلى الرغم من أهميته المحلية، فقد تم التقليل من شأن نخيل الزيت غير المزروع في المزارع التجارية إلى حد كبير في الإحصاءات الرسمية. فالبيانات الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والتي تستند إلى تقارير كل دولة على حدة، تركز عادةً على المزارع التجارية وتتجاهل الحدائق المختلطة وبساتين النخيل البرية.
ولرسم خريطة لهذه الأشجار غير المسجلة، قام باحثون من جامعات أنتويرب، وفاغينينغن، وليفربول جون مورس، بالإضافة إلى محلل من شركة الاستشارات البيئية "بورنيو فيوتشرز"، بتحليل 11,800 صورة ساتلية عالية الدقة تغطي جميع المناطق المحتملة لزراعة نخيل الزيت في أفريقيا. ووجدت الدراسة أن هذا النخيل ينمو بشكل متناثر بين الأشجار والمحاصيل الأخرى، على عكس الصفوف المنظمة في المزارع التجارية، مما يجعله شبه غير مرئي لطرق المراقبة التقليدية.
توجد مساحة الـ 6.53 مليون هكتار من نخيل الزيت "الخفي" في تجمعات برية أو شبه برية داخل الغابات، والغابات الزراعية، والحدائق. وكشفت صور الأقمار الصناعية عن وجود نخيل زيت غير مزروع في مزارع تجارية بالقرب من 79% من القرى في غابات حوض الكونغو المطيرة وأكثر من نصف جميع القرى في غرب أفريقيا. وتمتلك جمهورية الكونغو الديمقراطية أكبر مساحة بواقع 2.5 مليون هكتار، تليها نيجيريا بمساحة 1.9 مليون هكتار.
وتشير الدراسة أيضًا إلى أن هذا النخيل غير المزروع في مزارع تجارية هو في الغالب من صنف "دورا" (Dura)، الذي يتميز بإنتاجية أقل من الصنف الهجين "تينيرا" (Tenera) المستخدم في المزارع الحديثة. ومع ذلك، يفضل العديد من المزارعين صنف "دورا" لأنه يلقي بظلال أقل، مما يجعله أفضل للزراعة البينية. ويُعد زيت النخيل غير المكرر المنتج من صنف "دورا" عنصرًا أساسيًا ذا قيمة عالية في المطبخ الأفريقي، وغالبًا ما يُباع بأسعار أعلى من الزيت المكرر في الأسواق المحلية.
في المناطق الريفية، تقوم المعاصر الحرفية عادةً بمعالجة الثمار لتلبية الطلب المحلي على الزيت غير المكرر ومنتجات أخرى مثل نبيذ النخيل. ويُستهلك معظم هذا الإنتاج محليًا، مما يسلط الضوء على الدور الحيوي لهذا النخيل غير المسجل في اقتصادات الكفاف والاقتصادات غير الرسمية في المنطقة.
لنتائج الدراسة آثار مهمة على فهم الأمن الغذائي في أفريقيا وتحسين المعلومات الخاصة بسياسات استخدام الأراضي والغذاء. فزيت النخيل هو مكون تقليدي يوفر الدهون والفيتامينات الأساسية التي غالبًا ما تفتقر إليها العديد من الأنظمة الغذائية الأفريقية. ويشير اكتشاف ملايين الهكتارات من نخيل الزيت غير المسجل سابقًا إلى أن "نقص الدهون" الغذائي في المنطقة قد يكون أقل حدة مما كان يُعتقد سابقًا، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث لتحديد المساهمة الدقيقة لهذه الأشجار في النظم الغذائية المحلية.
المصدر: Ecofin Agency