سياحة زيت الزيتون تزدهر في اليونان- تعرف على أماكن التذوق

May 17, 2025

من جلسات التذوق مع خبراء زيت الزيتون إلى الاحتفال بموسم الحصاد في المعاصر العائلية، إليك كيفية خوض تجربة "السياحة الزيتونية" والانغماس في عالم "الذهب السائل" لليونان.

وفقاً للأسطورة اليونانية، زرعت الإلهة أثينا أول شجرة زيتون على الأكروبوليس.

الأشجار الزيتونية ذات اللون الأخضر الفضي التي تغطي اليونان متجذرة بعمق في ثقافتها، تماماً مثل نجومها وبحرها. تقول الأسطورة اليونانية إن أثينا زرعت أول شجرة زيتون على الأكروبوليس، متفوقة بذلك على بوسيدون لتصبح الإلهة الراعية لأثينا، مما جعل شجرة الزيتون رمزاً مقدساً للرخاء. في اليونان القديمة، كان يتم تتويج الفائزين بالأولمبياد بأغصان الزيتون، بينما وصف هوميروس عصارة الزيتون الغنية بمضادات الأكسدة في قصائده بأنها "ذهب سائل". ولا تزال اليونان حتى اليوم من أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم إلى جانب إسبانيا وإيطاليا، حيث يُخصص أكثر من 80% من محصولها لإنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز عالي الجودة.

ورغم أن زيت الزيتون لطالما كان عنصراً أساسياً في النظام الغذائي المتوسطي المعزز لطول العمر، إلا أن شعبيته ارتفعت مؤخراً في الولايات المتحدة، مما أثار فضولاً متزايداً حول أصوله. ومع سعي المزيد من المسافرين للتواصل مع المنتجين المحليين، بات الكثيرون يبتعدون عن الوجهات السياحية التقليدية. إليك أفضل الطرق لخوض تجربة السياحة الزيتونية في اليونان:

زيارة بساتين الزيتون قرب أولمبيا

تُعد شبه جزيرة بيلوبونيز، أكبر مناطق إنتاج زيت الزيتون في البر اليوناني، نقطة انطلاق مثالية لعشاق فنون الطهي. بالقرب من معبد زيوس في أولمبيا، يجذب "معبد الزيتون" الجديد عشاق هذا الذهب السائل، حيث يوفر جولات في المزرعة والمعصرة، ودروساً تطبيقية في تقليم الأشجار والحصاد وصناعة صابون زيت الزيتون.

تشرف عائلة كاربيلس، مزارعو زيتون منذ أربعة أجيال، أيضاً على مجمع "أغريتوريسمو ماجنا غريسيا" المجاور. وتُزرع أشجارهم العضوية — بما في ذلك صنف "تسابيدوليا" المحلي — بطرق مستدامة، لكن التغير المناخي أجبرهم على التكيف. يقول ألكسيس كاربيلس، الشريك في معبد الزيتون: "التغير المناخي واقع نعيشه، وحديثنا مع أجدادنا يثبت ذلك". في عام 2021، قضى الحر الشديد على نحو 80% من إنتاجهم. وبينما لا يزال الزيت مصدر رزقهم الأساسي، ساعدتهم السياحة على الاستمرار. ويضيف: "السياحة الزيتونية أصبحت محركاً رئيسياً للاقتصاد المحلي، ويسعدنا عندما يدرك الزوار أن العمل لا يقتصر على عائلتنا فقط، بل يشمل أيضاً عائلات محلية أخرى، حيث يلتقون خلال زيارتهم بنحو 20 إلى 25 موظفاً."

تذوق زيت ميسينيا الأيقوني

في أقصى جنوب غرب بيلوبونيز، تشتهر ميسينيا بشواطئها الذهبية ومواقعها الأثرية، لكن صناعة الزيت فيها لا تقل شهرة. إلى جانب زيتون كالاماتا المعروف عالمياً، يمكن للزوار التعرف على صنف "كورونيكي" المقاوم للجفاف، والذي ينتج زيتاً بكر ممتاز غني بالمذاق ومضادات الأكسدة. يبدأ موسم الحصاد في أكتوبر عندما لا تزال الثمار خضراء.

تقول كريستينا ستريباكو، خبيرة زيت الزيتون ومنتجة محلية، التي تدير جلسات تذوق في فندق "ماندارين أورينتال كوستا نافارين": "في ميسينيا نقول إن العشاء الرائع يحتاج إلى أصدقاء طيبين، ونبيذ معتق، وزيت زيتون بكر طازج دائمًا". افتُتح الفندق في 2023 ويطل على خليج نافارين، وقد أعاد غرس 2700 شجرة زيتون إلى جانب نصف مليون شجيرة محلية. وأثناء جلسات التذوق، يقوم الضيوف بتدفئة أكواب صغيرة من الزيت في أيديهم لاختبار ثلاث صفات رئيسية: الفاكهية، والمرارة، والحرارة. التنوع البيولوجي في المنطقة، بما في ذلك بحيرة "جيالوفا" المجاورة التي تضم أكثر من 270 نوعاً من الطيور، يساعد على مكافحة الآفات ويساهم في ازدهار البساتين.

تجربة الحصاد الافتراضي قرب أثينا

على بعد ساعة من أثينا، قرب مضيق كورنث، يمكن للزوار مشاهدة عملية الحصاد على مدار السنة في "ماركيلوس أوليف"، المعصرة العائلية التي بدأت تقديم الجولات في عام 2020، واستقبلت منذ ذلك الحين أكثر من 15 ألف زائر من 86 دولة. ومن خلال تجربة حصاد افتراضية باستخدام نظارات الواقع الافتراضي، يمكن للزوار مشاهدة العملية حتى خلال أشهر الصيف.

يقول نيكولاوس ماركيلوس، الشريك في ملكية المعصرة: "معظم الزوار يأتون خارج موسم الإنتاج، لذا أردت أن أقدم تجربة تُظهر لهم جميع مراحل العملية". الابتكار هو محور أعمالهم. ونظراً لتأثير التغير المناخي على الإنتاج خلال السنوات الخمس الماضية، ينتقلون من صنف "ماناكي" إلى صنف "كورونيكي" الأكثر تحملاً للحرارة. كما يخططون لافتتاح مطعم ومتحف مستقبلاً.

استكشاف بساتين كريت القديمة

ينتج نحو نصف زيت الزيتون في اليونان من جزيرة كريت، ما يجعلها وجهة لا غنى عنها للباحثين عن جذور هذا المنتج الفاخر. تقول أسباسيا ستافرولاكي، مالكة "أوليفينغ إن كريت" التي تقدم جلسات تذوق قرب ريثمنو: "البحر وزيت الزيتون هما تراثنا، وثروتنا، وطريقتنا في الحياة". وتضيف أن تضاريس الجزيرة الجبلية تُصعّب استخدام الأساليب الزراعية المدمرة، ما يجعل التربة غنية وصحية. التصريف الطبيعي للنباتات المتنوعة المحيطة بالأشجار يُكسب الزيت نكهات غنية.

تحت أشجار يتراوح عمرها بين 1000 و2000 عام، يتعلم الزوار كيف يؤثر زيت الزيتون على الطهي المحلي، والحياة اليومية، وروابط العائلة.

نهضة زيت الزيتون في كورفو

جزيرة كورفو الخضراء تحتوي على أكثر من أربعة ملايين شجرة زيتون، وتاريخ طويل غالباً ما يُغفل. خلال الاحتلال الفينيسي في القرن السادس عشر، كانت كورفو تُصدر الزيت إلى الفاتيكان، ولا تزال العديد من أشجارها الشاهقة قائمة حتى اليوم. لكن الكثير من البساتين تُركت مهجورة حتى قبل نحو 15 عاماً، عندما بدأ المنتجون المحليون في إحياء ثقافة الزيت.

يقول سبيروس دافنيس، الشريك المؤسس لعلامة "ذا غافرنر": "حتى عام 2010، لم تكن 'ليانوليا' سوى صنف مجهول أو سيء السمعة في عالم زيت الزيتون". لكنهم تمكنوا من تحسين جودة الزيت بأساليب معالجة مبتكرة، محققين رقماً قياسياً في 2016 بأعلى تركيز لمركب "الأوليوكانثال" المضاد للالتهابات. وقد تعاونوا لاحقاً مع جامعات أمريكية في أبحاث صحية مختلفة.

تُعد السياحة الزيتونية محوراً أساسياً في نشاطهم. يمكن للزوار التجول في معصرتهم بقرية "أغيوس ماتايوس"، والانضمام لجلسات تذوق، واستكشاف بساتين الزيتون القديمة، بما في ذلك شجرتهم التي عمرها 1500 عام والمعروفة باسم "ميثيرا" (أي "الأم" باليونانية). ويضيف دافنيس: "هذه الأشجار رمز حي، وفي كل حصاد نتذكر ما كان يقوله أجدادنا: نحن مثل الأشجار، لننمو ونزدهر، نحتاج إلى جذور قوية".


المصدر: ناشونال جيوجرافيك

أقرأ إيضا

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي

Tiktok logolinkedin logoinstagram logofacebook logoyoutube logoX logo

تواصل معنا

Email icon
.Copyright Zyotwdhon. All Rights Reserved ©