قاضي دولي في زيت الزيتون عضو الجمعية العلمية للصناعات الغذائية – جامعة الاسكندرية
من متابعتي لتكريم سيادة الرئيس لأبطال حرب أكتوبر المجيدة عبر التلفزيون، وتأثر الحضور بلحظة الوفاء للتضحيات التي قدمها الأبطال فداءً للوطن، سارعت بالاتصال باللواء/ أحمد حسن بحيري، وهو من أبطال حرب أكتوبر، وطلبت زيارته. ذهبت على الفور للقائه والاطمئنان عليه، وتبادلنا الحديث عن حرب أكتوبر والمعجزات التي حدثت بالحرب وانتصار إرادة الأمة، مع الإيمان بأنفسنا وبأننا قادرون ولسنا أقل من أحد.
وخلال حديثنا، سألني: "ما أخبار الشجرة المباركة في عالمنا العربي؟" فقلت له: "الحمد لله، هناك توسع كبير في زراعة الشجرة المباركة مع وجود طموح كبير للريادة على مستوى العالم".
تُزرع أشجار الزيتون منذ آلاف السنين، وخاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث تعد جزءاً لا يتجزأ من الثقافة والاقتصاد والمطبخ العربي. ولا يعكس عدد أشجار الزيتون في أي بلد قدرته الإنتاجية فحسب، بل يعكس أيضاً التزامه التاريخي والزراعي بالشجرة المباركة. وفيما يلي نظرة عامة من خلال إحصائيات عام 2024 الصادرة عن المجلس الدولي للزيتون حول أعداد الأشجار بالدول العربية.
للعلم، هناك توسع كبير في الدول العربية للاستثمار في زراعة أشجار الزيتون لإنتاج الزيت وزيتون المائدة. فنرى مثلاً مصر لديها مشروع قومي لزراعة 100 مليون شجرة زيتون، وتخطو بخطى ثابتة نحو إكمال المشروع، مع استقطاب أصناف إسبانية (أربيكينا - أربوسانا) وأصناف يونانية (كورنيكي) مميزة، واستحداث أصناف مصرية بمركز البحوث الزراعية مثل "زيتون 66" و"زيتون 69" و"زيتون 48" لإنتاج الزيت، والتي تتناسب مع المناخ في مصر. كما يتم استخدام الميكنة والأساليب الحديثة في الحصاد والاستخلاص، ولاحظنا التحول من الاستخلاص بالمكابس إلى التقنيات الحديثة بالطرد المركزي للارتقاء بزيت الزيتون كماً ونوعاً.
تتميز أشجار الزيتون بالمنطقة العربية بأصناف تقليدية فريدة لها خصائص عالية الجودة، ومذاق خاص، ومكونات فينولية متعددة تكسب زيت الزيتون رائحة عطرية ساحرة. وتزخر منطقتنا بالعديد من الخبراء العالميين المتخصصين في هذا المجال، ولا ننسى أن المدير التنفيذي السابق للمجلس الدولي للزيتون، السيد/ عبد اللطيف غديرة، مغربي الجنسية، كان على رأس هرم الزيتون في العالم لدورتين متتاليتين من عام 2016 إلى 2023.