.png)

قاضي دولي في زيت الزيتون عضو الجمعية العلمية للصناعات الغذائية – جامعة الاسكندرية
في أغلب الزيوت النباتية الغذائية، ينصب تركيزنا على الحفاظ على تركيب جزيء الزيت من الأكسدة، ونتخذ الاحتياطات الخاصة لعدم تعرض الزيت للضوء أو الحرارة؛ وذلك لتجنب تكسر روابط الزيت وتحرر الأحماض الدهنية المرتبطة برابطة الإستر. ودائماً ما نسأل عن "نسبة الأحماض الدهنية الحرة" كمقياس لجودة الزيت (كلما قلت كان أفضل).
لكن ما شاهدته في إندونيسيا، وتحديداً في شمال سومطرة بمصنع "موسم ماس" (Musim Mas)، كان عكس ذلك تماماً؛ حيث كلما كان الزيت النباتي ذو أحماض دهنية حرة مرتفعة (المادة الخام)، كان أفضل للعمل.. فما هذا التناقض؟
دعونا نتعرف على التفاصيل.
يُقسم العمل مع زيت النخيل (وهو المادة الخام الأساسية) إلى جانب غذائي وجانب غير غذائي:
لنتعرف على الأوجه الصناعية للزيوت النباتية، بدءاً بالوحدات الإنتاجية بالمصانع التي تستخدم زيت النخيل ومشتقاته في الجانب الصناعي. تتكون المكونات الرئيسية للمصنع من:
يقوم المصنع بإنتاج مواد حيوية تدخل في العديد من الصناعات، وأهمها:
1. الأحماض الدهنية المقطرة (Distilled Fatty Acids):
تدخل في صناعة "مكرونة الصابون" (Soap Noodles)، كما تستخدم في منتجات العناية الشخصية (Cosmetics).
2. الجلسرين المقطر (Distilled Glycerin):
اسمه العلمي "الجلسرول" ($C_3H_8O_3$). هو سائل عديم اللون والرائحة، حلو المذاق، وله قوام لزج.
3. حامض البالمتيك (Palmitic Acid - $C_{16}H_{32}O_2$):
كل هذه المنتجات تخرج من زيت النخيل، فما هو الأساس العلمي لذلك؟
تبدأ العملية بمرحلة تكسير جزيء الزيت عن طريق برج التكسير (Splitting Tower).
النتائج:
بعد ذلك، تبدأ مراحل المعالجة والتقطير:
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتم فصل حامض البالمتيك في أبراج الفصل (Fractionation Towers). تعتمد العملية على درجة تبخير الحامض عند حرارة محددة، فيتم فصله وتكثيفه، ثم يمر على ألواح باردة لكشطه وتعبئته في أكياس. تستخدم وحدات الفصل لتنقية حمض البالمتيك من الشوائب والرواسب لزيادة نقاء المنتج لاستخدامه في الصابون، الشموع، ومستحضرات التجميل.
هل كنت تعرف أن الزيوت النباتية يمكن أن تنتج مواد صناعية بعيدة تماماً عن الأغذية؟
لقد استعرضنا النشاط الغير غذائية للزيوت النباتية، وتم تسليط الضوء على زيت النخيل تحديداً؛ لما يتميز به من تركيب متوازن للأحماض الدهنية (بين المشبعة وغير المشبعة). وهذا ما يجعله زيتاً مثالياً لاستخلاص الأحماض المشبعة (مثل البالمتيك)، وكذلك لتركيز الجلسرين وتقطيره، وإنتاج مكرونة الصابون بعد فصل وتقطير الأحماض الدهنية.