.png)

قاضي دولي في زيت الزيتون عضو الجمعية العلمية للصناعات الغذائية – جامعة الاسكندرية
مع بداية موسم حصاد وعصر الزيتون لإنتاج واحد من أفضل الزيوت النباتية، وهو زيت الزيتون، لما يحتويه من مركبات صحية، ولما لديه من إثباتات علمية تؤكد يومًا بعد يوم أهمية استخدام زيت الزيتون في النظام الغذائي، نلاحظ وجود تلاعب من بعض طالبي المكسب السريع، وذلك بخلط زيت الزيتون مع الزيوت الأقل قيمة بهدف المكسب غير المشروع.
ويقع طالبو الصحة (مستهلكو زيت الزيتون) ضحية لتلاعب أصحاب الضمائر الضعيفة، ويُعتبر زيت الزيتون البكر الممتاز تحديدًا هدفًا رئيسيًا للغش، على الرغم من أنه كنز طبيعي غني بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية المفيدة لصحة القلب والجسم.
زيت الزيتون ليس فقط هدفًا للغش، فقد يكون زيتًا عالي الجودة، لكنه قد يتدهور بشكل سريع وتتغير رتبته منذ اللحظة الأولى لفتح العبوة.
لماذا؟ لأن هناك عوامل كثيرة قد تؤدي لتدهور جودة الزيت، ولو لم يعرفها المستهلك، فقد يفقد قدرًا كبيرًا من مميزاته.
من أبرز هذه العوامل: الضوء، الهواء، والحرارة، حيث يعملون معًا كثلاثي يدمر جودة الزيت وقيمته الغذائية تدريجيًا، وتتغير رتبته دون قصد بسبب سوء التخزين وعدم معرفة كيفية التعامل مع العبوة بعد فتحها.
الجميع يحرص على استخدام منتجات صحية، ونتحدث هنا عن الزيت بشكل خاص، سواء كان للاستخدام المنزلي الشخصي، أو لصاحب مطعم يهتم بجودة مكونات الطعام المقدّم للعملاء، أو لمسؤول عن توريد المواد الغذائية.
فإن طريقة التعامل مع الزيوت بعد الشراء وطريقة الحفظ من أهم اشتراطات جودة الزيت.
عند فتح عبوة الزيت، يتعرض للأكسجين والضوء والحرارة، مما يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تؤثر على جودته، مثل:
يتفاعل الزيت مع الأكسجين، مما يؤدي إلى تكوين الجذور الحرة (الأحماض الدهنية الحرة) والبيروكسيدات، وهي مركبات ضارة تسبب انخفاض جودة الزيت وتؤدي إلى تزنخه (رائحة غير مرغوبة)، وقد تسبب تلفًا لخلايا الجسم مع زيادة خطر الالتهابات والأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطان.
عندما يفسد الزيت، تتغير نكهته ورائحته ويصبح غير صالح للاستهلاك، ويُطلق عليه الزيت "زنخ"، وقد يسبب اضطرابات هضمية أو تسممًا غذائيًا خفيفًا.
ومع التأكسد، يفقد الزيت قيمته الغذائية والصحية لفقد مضادات الأكسدة مثل البوليفينولات وفيتامين E التي تنخفض بشكل كبير بعد فتح العبوة وتأكسد الزيت.
يُعد زيت الزيتون البكر الممتاز الأكثر قيمة غذائية وصحية بين جميع الزيوت، بفضل تركيبته الفريدة الغنية بمضادات الأكسدة (مثل البوليفينولات) والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (مثل حمض الأوليك) التي تحمي القلب وتقلل الالتهابات.
توصي منظمة الصحة العالمية ومنظمات التغذية العالمية باعتباره الخيار الأمثل للطهي، نظرًا لفائدته في الوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين جودة الحياة مقارنةً بالزيوت النباتية الأخرى.
يفضّل اختيار عبوة معتمة وتخزين الزيت في مكان بعيد عن الضوء والحرارة، مع متابعة تاريخ الصلاحية.
بعد فتح العبوة، تبدأ الجودة في الانخفاض خلال 4 إلى 8 أسابيع بسبب الأكسدة، حتى مع الإغلاق الجيد.
من المهم اختيار الحجم المناسب بناءً على الاستهلاك، حتى لا يُترك الزيت في عبوات مفتوحة لفترات طويلة دون استخدام، خصوصًا لارتفاع قيمة زيت الزيتون الصحية والمادية.
الحجم المثالي: 250 مل – 500 مل
مدة الاستهلاك: 2–4 أسابيع
تُجنّب العبوات الكبيرة (1 لتر أو أكثر) لأنها تزيد من خطر تلف الزيت غير المستخدم.
الحجم المثالي: 1 لتر
الحجم المثالي: 2–3 لتر
مع مراعاة التخزين الجيد.
الحجم الشائع: 5–10 لتر
ولتجنّب الأكسدة السريعة بعد الفتح، يُفضّل تفريغ الزيت في عبوات صغيرة (500 مل أو 1 لتر) واستخدام عبوات معدنية لحجب الضوء وتخزينها بعيدًا عن الحرارة.
اختيار زيت الزيتون من مصادر موثوقة، مع التأكد من كونه بكرًا ممتازًا، ومراعاة اشتراطات التخزين الجيدة بعد فتح العبوة، وشراء الكمية المناسبة حسب الاستخدام الشهري، يضمن الحفاظ على جودة مرتفعة وتعظيم الاستفادة الصحية والاقتصادية من هذا الزيت الثمين.