للأعلان .png)
قاضي دولي في زيت الزيتون عضو الجمعية العلمية للصناعات الغذائية – جامعة الاسكندرية
مع اقتراب موسم عصر الزيتون، يصحبه الفرح والبهجة، وينادي الجد أولاده وأحفاده للتجمع والذهاب إلى المزرعة لحصاد الزيتون، في انتظار نتيجة تعب عام كامل مع شجر الزيتون بالمزرعة. ومع الحصاد، تقوم الأم بتخليل جزء من الزيتون، ويذهب الجد إلى العم محمد أبو علي، صاحب المعصرة، لحجز دورٍ لعصر الزيتون من شجر العائلة. وكم كانت السعادة غامرة حين نرى زيتنا يخرج من المعصرة، ويتلخص تعب العام في هذه اللحظة. وهذا هو حال كل جيراننا.
مع التقدم العلمي والتطور والاكتشافات الحديثة، اتضحت بشكل جلي أهمية زيت الزيتون على صحة الإنسان عمومًا. ونسلط الضوء هنا على جزء بسيط من هذه الاكتشافات الهامة.
بحكم التعود، نعرف أن الدهون المشبعة هي المتهم الرئيسي بارتفاع نسب الإصابة بأمراض القلب، وقد دفع ذلك العلماء لإجراء العديد من الدراسات على أسباب أمراض القلب والشرايين، والتي أسفرت عن ارتباط أمراض القلب بالإفراط في تناول السكر المُعالَج.
ونشير إلى أن هناك حالات أُجريت عليها أبحاث للوقوف على الأسباب الحقيقية لمرض القلب، وكانت هذه الحالات تفرط في تناول السكر المكرر أيضًا بالإضافة إلى الدهون المشبعة.
وقد أثبتت الدراسات أن النظام الغذائي الغني بالسكريات المُعالَجة والمكررة، يسبب ارتفاعًا في نسبة الكوليسترول بالإضافة إلى الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار منخفض الكثافة (LDL). وفي المقابل، ينخفض مستوى الكوليسترول الجيد مرتفع الكثافة (HDL). وقد كان هذا هو السبب الحقيقي لأمراض القلب والشرايين، فضلًا عن ارتفاع مستوى هرمون الأنسولين في الدم نتيجة للارتفاع المتكرر في مستوى السكر، والذي يؤدي إلى ما يسمى بـ "مقاومة الأنسولين".
تُعد مقاومة الأنسولين، التي تقل فيها حساسية الخلايا للأنسولين الذي يضبط مستوى السكر في الدم، سببًا لارتفاع مستمر في مستوى سكر الدم، فيخزنه الأنسولين على هيئة دهون في الجسم وخاصة في منطقة البطن. وذلك يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل:
أما الدهون المشبعة، والتي توجد في اللحوم ومنتجات الألبان وبعض الزيوت النباتية مثل زيت النخيل وزيت جوز الهند، فقد وُجد أن الإفراط فيها يزيد من مستوى الكوليسترول الضار (LDL) ويزيد أيضًا من مستوى الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يقلل من تأثيرها السلبي على القلب والشرايين مقارنة بالسكر.
وتكمن الخطورة الحقيقية في الدهون المتحولة، الناتجة عن عملية الهدرجة الصناعية لتصبح في الحالة الصلبة بدلاً من حالتها الطبيعية السائلة، مثل السمن الصناعي، وبذلك تماثل السكر في تأثيرها الضار على صحة الإنسان.
توصي جمعية القلب الأمريكية، من أجل الحفاظ على صحة القلب، بالإقلال من الدهون المشبعة، وتحث على تناول زيت الزيتون لما يتميز به من فوائد كثيرة، ولكونه غنيًا بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (حمض الأوليك) التي تتراوح نسبته فيه من 55% إلى 83%.
كما تحث على تناول الدهون الصحية غير المشبعة، الأحادية منها والمتعددة، والتي تتوفر في:
وبناءً على كل ما سبق، توصي المنظمات الصحية باتباع نظام غذائي صحي متوازن، يحتوي على الدهون الصحية بنسبة 30% من إجمالي السعرات الحرارية، على ألا تزيد نسبة الدهون المشبعة فيها على 10% للأصحاء، و7% أو أقل لأصحاب الأمراض المزمنة.
كذلك، توصي بتناول السكريات الصحية الطبيعية الموجودة في الفواكه والحليب، وتجنب السكر المضاف أو الإقلال منه بحيث لا يزيد عن 10% من السعرات الحرارية الكلية، وكذلك تجنب السكر "المخبأ" الموجود في الدقيق الأبيض والحلويات والآيس كريم ومنتجات السوبر ماركت.
كلما كان غذاؤنا من الأرض والطبيعة، وكلما ابتعدنا عن كل ما هو مصنّع واعتدلنا في كميات الطعام، عشنا أصحاء.
زيادة الاعتماد على الأغذية المصنعة والمعالجة حراريًا تزيد من "أوميجا 6" الذي يضر بالجسم ويقلل المناعة ويزيد الالتهابات والأمراض. في المقابل، يساهم "أوميجا 3" المتوفر في الأسماك وزيت الزيتون والمكسرات في زيادة المناعة وتقليل الالتهابات. لذا، يجب الحصول على السكر من مصادره الطبيعية والابتعاد عن السكر المكرر قدر الإمكان.
