مشاريع الوقود الحيوي الأوروبية في "سلة خبز الكونغو" قد تُهدد الأمن الغذائي

تاريخ النشر:
July 14, 2025
أخر تعديل:
July 14, 2025

رغم أن الشركة تدّعي استخدامها لأراضٍ "متدهورة"، إلا أن الكونغو بحاجة ماسّة لزيادة إنتاجها الغذائي المحلي، وفقًا للأمم المتحدة.

في منطقة لوفاكو بمقاطعة نياري جنوب غربي الكونغو، تُركت بعض الحقول مهجورة بينما أعادت عائلات محلية حرث أخرى. حلّق فريق التحقيق بطائرة مسيّرة فوق الأراضي الممطرة، التي كانت في السابق جزءًا من مشروع زراعي لشركة "إيني كونغو"، وهي فرع تابع لشركة النفط الإيطالية "إيني".

أُدير المشروع من قبل شركة "Agri Resources" ومقرها لوكسمبورغ، وكان يغطي مساحة 29,000 هكتار لتجربة زراعة نبات الخروع بهدف تزويد مصانع الوقود الحيوي التابعة لإيني في إيطاليا.

لكن المشروع فشل، كما قال زعيم قرية كيبيندوكا المجاورة جوزيف نغوما كوكيبيني، مرجعًا ذلك إلى ضعف الإنتاجية. وأضاف: "Agri Resources لم تعد هنا".

لُوفاكو كانت واحدة من ثلاث مواقع بدأت فيها "إيني" عام 2022 بزراعة نبات الخروع، باعتباره محصولًا غير غذائي يُزرع على "أراضٍ متدهورة" كمصدر "مستدام" للوقود الحيوي. وكان من المفترض أن لا يسبب هذا المشروع إزالة للغابات أو ينافس المحاصيل الغذائية.

لكن في مايو الماضي، بدأت الشركة باستخدام محاصيل غذائية مثل دوّار الشمس وفول الصويا لإنتاج الوقود الحيوي، مما يثير القلق بشأن تأثير ذلك على الأمن الغذائي المحلي.

حتى الآن، تعتمد "إيني" في إنتاج الوقود الحيوي بشكل كبير على منتجات ثانوية مثيرة للجدل من زيت النخيل مثل PFAD وPOME، وزيوت الطهي المستعملة، والمستوردة من إندونيسيا وماليزيا.

ولزيادة الإمدادات، أطلقت "إيني" مشاريع زراعية منذ 2021 في عدة دول منها الكونغو وكينيا وموزمبيق وساحل العاج، بهدف إنتاج 700,000 طن من الزيوت النباتية بحلول 2028.

في الكونغو، خُطط لإنتاج 20,000 طن من زيت الخروع والسافلور واللفت بحلول 2023، وصولًا إلى 250,000 طن بحلول 2030. لكن مشروع الخروع في لوفاكو أُغلق، بينما لا تزال مشاريع أخرى في "بوانزا" و"بول" في مراحل تجريبية.

وفي مايو، افتتحت "إيني" مصنعًا للضغط في لودِيما (بوانزا)، يُتوقع أن يُنتج 30,000 طن من الزيوت النباتية عام 2025، معتمدًا على 1.1 مليون طن من المحاصيل المزروعة على مساحة 15,000 هكتار.

وبحسب مزارع محلي يُدعى كريس نسيمبا، فإن إنتاج الخروع لا يزال قائمًا، لكن تم تقليصه لصالح محاصيل أخرى.

في عام 2021، وقعت "إيني" اتفاقًا مع الحكومة الكونغولية مدته 50 عامًا لتطوير زراعة محاصيل الوقود الحيوي، يشمل مساحة 150,000 هكتار. وتخطط الشركة للوصول إلى 40,000 هكتار في بوانزا بحلول 2025.

ويدّعي مسؤولو "إيني" أن الأراضي المستغلة "مهجورة منذ عقود" وأن إنتاجهم "يُلبّي معايير الاستدامة الأوروبية"، مؤكدين أن المشروع لا يتعارض مع سلسلة الإمدادات الغذائية.

لكن الأمم المتحدة تؤكد أن الإنتاج الغذائي المحلي في الكونغو لا يغطي سوى 30٪ من الاحتياجات، في ظل اعتماد كبير على الاستيراد، بينما يعاني نحو 19.6٪ من الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية المزمن.

وتدافع "إيني" عن مشروعها بالإشارة إلى أن مخلفات إنتاج الزيت، تُستخدم كعلف غني بالبروتين للمواشي المحلية، مما يعزز الأمن الغذائي، بحسب قولهم.

في عام 2022، قلّص الاتحاد الأوروبي دعمه للوقود الحيوي المستخرج من الزيوت النباتية مثل زيت النخيل، بسبب تأثيره على إزالة الغابات والأمن الغذائي، وقرر حظر بيع سيارات الاحتراق الداخلي بحلول 2035، مع السماح باستخدام "الوقود المستدام" لقطاع الطيران.

وتشارك "إيني" في تحالف يضغط على المفوضية الأوروبية للاعتراف بالسيارات التي تستخدم الوقود الحيوي كـ"منعدمة الانبعاثات"، بزعم أن ثاني أكسيد الكربون المنبعث يتم امتصاصه مجددًا من قبل المحاصيل.

وتدعم الحكومة الإيطالية هذا التوجه عبر "خطة ماتّي لأفريقيا"، التي تهدف لتطوير الزراعة في القارة وتوفير وقود لإيطاليا وأوروبا.

لكن في لودِيما، يعبّر بعض المزارعين عن تحفظهم، إذ يرى نسيمبا أن هذه المشاريع لا تفيد السكان المحليين لأنها موجّهة للأسواق الدولية.


المصدر: euronews

أقرأ إيضا

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي

Tiktok logolinkedin logoinstagram logofacebook logoyoutube logoX logo

تواصل معنا

Email icon
.Copyright Zyotwdhon. All Rights Reserved ©