نشرت مجلة Nutrients دراسة جديدة تقدّم رؤى مهمة حول أحماض أوميغا-6 الدهنية، وتحديدًا حول ما إذا كانت تُسبب الالتهاب كما يُشاع على نطاق واسع.
في ظل ازدياد الاهتمام بالزيوت النباتية وتأثيراتها الصحية، خاصة تلك الغنية بحمض اللينوليك (LA)، وهو من أحماض أوميغا-6 الأساسية، ظهرت مزاعم بأن الأنظمة الغذائية الغربية تحتوي على "كمية زائدة" من LA، وأن العديد من أمراض العصر الحديث تعود إلى الزيادة في استهلاك هذا الحمض خلال القرن الماضي.
وتفترض هذه الرواية أن الاستهلاك العالي لـ LA يؤدي إلى زيادة الالتهاب. لكن، هل يرتبط ارتفاع نسب LA في الدم فعلًا بزيادة الالتهاب؟ هذا هو السؤال الأساسي الذي حاولت الدراسة الإجابة عليه.
اعتمد الباحثون على بيانات من "دراسة أبناء فرامنغهام"، وهي دراسة طويلة الأمد في منطقة بوسطن تتابع أبناء المشاركين في "دراسة القلب الأصلية في فرامنغهام"، وتهدف إلى تحليل العوامل الجينية ونمط الحياة المؤثرة على صحة القلب والتمثيل الغذائي. بدأت الدراسة في عام 1971 وتُعد واحدة من أكثر المصادر موثوقية لفهم تطورات الصحة على المدى الطويل.
الدراسة كانت مقطعية، حيث تم قياس مستويات LA وحمض الأراكيدونيك (AA) في عينات الدم ذاتها التي تم تحليلها لـ10 مؤشرات حيوية متعلقة بالالتهاب والإجهاد التأكسدي لدى 2700 شخص. وقد تم تحليل العلاقة إحصائيًا بين مستويات أحماض أوميغا-6 العديدة وهذه المؤشرات.
وبعد ضبط النتائج إحصائيًا لعوامل مربكة محتملة (مثل العمر، العِرق، الجنس، التدخين، مستويات الدهون في الدم، ضغط الدم، الوزن... إلخ)، وجد الباحثون أن ارتفاع مستويات LA ارتبط بانخفاض معنوي في 5 من أصل 10 مؤشرات حيوية، ولم يُلاحظ في أي حالة ارتباط بين ارتفاع LA وزيادة المؤشرات الالتهابية. أما بالنسبة لـ AA، فقد ارتبطت مستوياته المرتفعة بانخفاض 4 مؤشرات، ولم يُسجّل أي ارتباط مع زيادتها أيضًا.
قال الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور ويليام إس. هاريس، رئيس "معهد أبحاث الأحماض الدهنية"، ومؤسس شركة OmegaQuant Analytics، وأستاذ الطب الباطني في جامعة ساوث داكوتا:
"تُظهر هذه البيانات بوضوح أن الأشخاص الذين لديهم أعلى مستويات من LA وAA في الدم يكونون في حالة التهابية أقل من غيرهم. هذا يناقض تمامًا الفرضية القائلة بأن أحماض أوميغا-6 'مسببة للالتهاب' – بل يبدو أنها مضادة للالتهاب."
وأضاف الدكتور هاريس:
"في ظل الضجة الإعلامية الأخيرة حول أضرار الزيوت النباتية – وهي المصدر الرئيسي لـ LA – هناك من يطالب بتقليل استهلاك الأمريكيين لها. لكن هذه الدعوة لا تستند إلى العلم، وهذه الدراسة – إلى جانب العديد من الدراسات الأخرى – تشير إلى العكس تمامًا: رفع استهلاك LA يبدو توصية صحية أفضل."
واختتم:
"نتائج هذه الدراسة تُكذّب الرواية المنتشرة، لا الأبحاث العلمية السابقة، إذ إن هناك العديد من الدراسات المنشورة تؤكد نفس النتائج التي توصلنا إليها."
المصدر: news medical
