في خطوة تُعد الأولى من نوعها في ليبيريا، تستعد شركة Mano Manufacturing لتشغيل أول مصفاة محلية لتكرير زيت النخيل، في مشروع من المتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في قطاع الزيوت النباتية والصناعات التحويلية في البلاد. ومن المقرر افتتاح المصفاة رسميًا في نوفمبر 2025 في منطقة خصبة تُعرف بزراعة النخيل، وذلك بعد عقود من تصدير زيت النخيل الخام دون تكريره أو الاستفادة منه محليًا.
المصفاة ستقوم بتحويل زيت النخيل الخام المنتج محليًا إلى زيت طهي مكرر (RBD أولين) ومنتجات أخرى مثل الستيارين، وفق معايير دولية. ويُتوقع أن تُسهم هذه الخطوة في تقليل الاعتماد على واردات زيوت الطعام، وتحقيق قيمة مضافة داخل الاقتصاد الوطني.
وفقًا للشركة، سيوفر المشروع مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، كما سيسهم في تعزيز سلاسل التوريد المحلية. ومن المخطط دمج صغار المزارعين في سلسلة إمداد شفافة، ما يضمن لهم استقرارًا في الأسعار وسوقًا مستدامة.
وفي إطار تطوير رأس المال البشري، تُشير الشركة إلى استثماراتها في برامج تدريبية تهدف إلى إعداد الكوادر الليبيرية للعمل في مجالات مثل التصنيع، والخدمات اللوجستية، وضمان الجودة، والتخصصات الفنية.
المناطق الزراعية مثل بوومي وغراند كيب ماونت ستكون من بين أبرز المستفيدين من المشروع، حيث سيشهد السكان المحليون زيادة في فرص العمل ومصادر دخل جديدة. ولأول مرة، سيكون بإمكان الليبيريين استهلاك زيت طهي مكرر من إنتاج محلي بالكامل.
المصفاة الجديدة بُنيت وفق معايير RSPO (المائدة المستديرة لزيت النخيل المستدام)، كما ستلتزم بسياسات صارمة في مجال الاستدامة، تشمل: عدم إزالة الغابات، عدم استخدام الأراضي الخثية، وعدم الاستغلال، وهو ما يعكس توجهًا نحو تحقيق توازن بين التصنيع وحماية البيئة.
يرى مراقبون أن هذا المشروع لا يمثل مجرد توسع صناعي، بل يعكس تحولاً استراتيجيًا في الاقتصاد الليبيري نحو التصنيع المحلي والقيمة المضافة، بعد سنوات من الاعتماد على تصدير المواد الخام دون تصنيع.
وتأمل الحكومة والقطاع الخاص أن يُشكّل هذا المشروع نموذجًا يُحتذى به لتطوير صناعات تحويلية أخرى تعزز من الاكتفاء الذاتي وتدعم النمو الاقتصادي المستدام في البلاد.
