من المرجح أن تنخفض المساحة المزروعة بفول الصويا في الهند هذا العام، إذ يتجه المزارعون إلى زراعة الذرة وقصب السكر في بعض المناطق، بعدما حققوا من هذه المحاصيل عوائد أعلى مقارنةً بفول الصويا، وفقاً لما أفاد به مزارعون ومسؤولون في القطاع لوكالة رويترز.
يُعد فول الصويا المحصول الزيتي الصيفي الرئيسي في الهند، ومن شأن انخفاض إنتاجه أن يدفع أكبر مستورد في العالم للزيوت النباتية إلى زيادة وارداته من زيت النخيل وزيت فول الصويا وزيت دوار الشمس.
قال "سوبوده بارمار"، وهو مزارع في منطقة ديفاس بولاية ماديا براديش:
"لم نحقق تقريباً أي ربح من فول الصويا خلال السنوات الثلاث الماضية، لذا قررنا هذا العام التحول إلى الذرة – فهي تعطي عوائد أفضل."
وقال "دي. إن. باثاك"، المدير التنفيذي لرابطة معالجي فول الصويا في الهند (SOPA)، إن أسعار فول الصويا كانت تحت الضغط خلال الأشهر الماضية، مما يدفع المزارعين للتحول إلى محاصيل أخرى.
وقد حددت الحكومة السعر الأدنى لفول الصويا عند 4,892 روبية (57.29 دولار) لكل 100 كجم، إلا أن الأسعار منذ بداية الموسم التسويقي الجديد في أكتوبر 2024 كانت أقل بنسبة 10 إلى 20% من هذا المستوى.
ضعف الطلب المحلي والخارجي على كُسب فول الصويا الهندي أدى إلى انخفاض الأسعار إلى ما دون السعر الأدنى الذي حددته الحكومة.
فول الصويا محصول يعتمد بشكل رئيسي على مياه الأمطار، وتُعد أمطار الرياح الموسمية – والمتوقع أن تكون أعلى من المعدل هذا العام – عاملاً حاسماً في تحديد المحصول.
وتُعد ولايات ماديا براديش في وسط الهند، وماهاراشترا في الغرب، وراجستان في الشمال الغربي، وأندرا براديش وكارناتاكا في الجنوب، من أبرز الولايات المنتجة لفول الصويا.
يحتوي فول الصويا على أكثر من 80% من الكُسب (الوجبة) وأقل من 20% زيت. لكن الطلب المحلي على كُسب فول الصويا تراجع بسبب توفر كميات أرخص من منتج ثانوي لصناعة الإيثانول يُعرف باسم "الحبوب المجففة المقطرة مع الذوائب" (DDGS)، بحسب ما قاله "بي. في. ميهتا"، المدير التنفيذي لجمعية مستخرجي الزيوت بالمذيبات في الهند (SEA).
وأضاف ميهتا أن صناعة الدواجن – وهي مستهلك رئيسي لكُسب فول الصويا – بدأت خلال العامين الماضيين في استبداله بـ DDGS، نظراً لأنه أرخص بأكثر من 30%.
وفي ولاية ماهاراشترا، التي تُعد المنتج الأكبر للسكر في الهند، شجعت الأمطار الوفيرة بعض المزارعين على التحول إلى زراعة قصب السكر، وهو محصول معمر عالي الاستهلاك للمياه، بحسب تاجر مقيم في مومباي يعمل لدى شركة تجارة عالمية.
قال التاجر:
"يبدو أن محصول فول الصويا الجديد سيكون أقل بكثير من العام الماضي. وهذا سيجبر الهند بالتأكيد على زيادة وارداتها من الزيوت النباتية."
تستورد الهند زيت النخيل بشكل أساسي من إندونيسيا وماليزيا، بينما تحصل على زيت فول الصويا وزيت دوار الشمس من الأرجنتين والبرازيل وروسيا وأوكرانيا.
(سعر الدولار = 85.3850 روبية هندية)
