تخطط الصين هذا العام لزراعة ذرة معدلة وراثيًا (GM) بأربعة إلى خمسة أضعاف المساحة التي زُرعت العام الماضي، وفقًا لما أفاد به محللون وممثلون عن الصناعة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
ويمثل ذلك تسارعًا كبيرًا في تبني التكنولوجيا الحيوية، التي كانت تعاني في السابق من قيود حكومية صارمة، وشكوك شعبية، ونتائج تجريبية متباينة.
فبعد عقود من الحذر، كثفت الصين خلال العامين الماضيين من موافقتها على أنواع جديدة من البذور المعدلة وراثيًا، معتبرة أن التكنولوجيا الحيوية أداة لتعزيز الأمن الغذائي.
ووفقًا لتقرير CITICS Research وثلاثة ممثلين عن صناعة البذور، سترتفع المساحة المزروعة بالذرة المعدلة وراثيًا في الصين من نحو 670 ألف هكتار إلى ما بين 3.3 و4.1 مليون هكتار في عام 2025.
وعلى الرغم من أن هذه المبادرة لا ترتبط بشكل مباشر بالنزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن تقليل الاعتماد على واردات الذرة قد يمنح بكين نفوذًا جديدًا في المفاوضات. ففي العام الماضي، شكلت واردات الذرة من الولايات المتحدة نحو 15% من إجمالي واردات الصين من الذرة.
ورغم النمو المتوقع، فإن الذرة المعدلة وراثيًا ما تزال تشكل فقط نحو 7% من إجمالي المساحة المزروعة بالذرة في الصين، في حين تتجاوز هذه النسبة 90% في كل من الولايات المتحدة والبرازيل.
وبينما قد تتمكن الصين من الوصول بسرعة إلى نسب مماثلة، فإن الحكومة لا تزال تتصرف بحذر نتيجة الشكوك الراسخة لدى المزارعين والمستهلكين، بالإضافة إلى وجود قيود مشددة على بيع البذور، مما يصعّب عملية التخطيط، وأدى إلى فائض في إنتاج البذور محليًا.
وأشار بعض المصادر إلى أن عددًا من المزارعين بدأوا بالفعل باستخدام بذور معدلة وراثيًا بشكل غير قانوني أو أنواع هجينة بحثًا عن إنتاجية أعلى. وقد أظهرت أنشطة البذور المعدلة غير القانونية في شمال شرق الصين وجود طلب فعلي على الأصناف الحديثة.
وقد دعت وزارة الزراعة الصينية المقاطعات إلى تشديد الرقابة على تداول البذور المعدلة وراثيًا بشكل غير قانوني.
ووفقًا للمحلل إيوان روجرز بي من شركة Trivium China، فإن التحول من المشاريع التجريبية إلى الزراعة الواسعة قد يؤدي في البداية إلى انخفاض في الإنتاجية، حيث لن يكون بإمكان المزارعين إعطاء العناية الكافية لكل نبتة، لكنهم سيتأقلمون مع الوقت.
واختتم بي تصريحه قائلاً: "إذا أثبتت الأصناف الجديدة نتائج أفضل، فسوف تتوسع زراعتها. ولن يكون هناك عودة إلى الوراء".
