شهدت زيوت البذور اهتمامًا متزايدًا في السنوات الأخيرة. ووفقًا لاستطلاع أجراه المجلس الدولي لمعلومات الغذاء (IFIC) في نوفمبر 2024، فإن 3 من كل 4 أمريكيين لديهم معرفة بمصطلح "زيوت البذور".
وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالمعلومات التي تزعم أن زيوت البذور "سامة" أو تساهم في أمراض مزمنة متعددة. ولكن هل هذه المزاعم صحيحة؟ وهل زيوت البذور ضارة فعلاً؟ وهل يجب تجنبها تمامًا؟
الإجابة ليست بسيطة كما يروّج لها بعض المؤثرين، لذلك نعرض هنا تحليلاً شاملاً لماهيتها، فوائدها ومخاطرها الصحية.
زيوت البذور هي زيوت نباتية مستخلصة من بذور النباتات، وليست من المكسرات (مثل زيت الفول السوداني) أو لب الثمار (مثل زيت الزيتون).
يُطلق معارضو هذه الزيوت عليها اسم "الثمانية المكروهة"، وتشمل:
تُستخدم هذه الزيوت بكثرة في الطهي، خاصة بسبب درجة احتراقها العالية، ما يجعلها مناسبة للقلي والتحمير والخبز.
كما أنها تُستخدم في السلطات والعديد من الأطعمة المُصنعة.
زيوت البذور غنية بالأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (PUFAs)، خاصة أحماض أوميغا-6.
الأحماض الدهنية الأساسية مثل أوميغا-3 وأوميغا-6 لا يُنتجها الجسم، ويجب الحصول عليها من الغذاء. وتلعب دورًا في وظائف الأغشية الخلوية وتنظيم الالتهاب وتخثر الدم.
وفقًا لجمعية القلب الأمريكية، يمكن لأحماض أوميغا-6 أن تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.
دراسة شملت أكثر من 68,000 شخص وجدت ارتباطًا بين ارتفاع مستويات أوميغا-6 وانخفاض خطر الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
مراجعة منهجية في 2025 لعدد من الدراسات أظهرت تحسنًا في مستويات الدهون بالدم وضبط السكر لدى مرضى السكري وخلل الدهون عند استخدام زيوت البذور.
زيوت البذور تُستخرج غالبًا باستخدام مادة الهكسان، وهي مادة مذيبة. بعض المنتقدين يدّعون أن آثار الهكسان تبقى في الزيت وقد تكون سامة.
لكن دراسة أجريت عام 2017 وجدت أن آثار الهكسان في زيوت البذور المباعة تجاريًا كانت أقل من الحدود المسموح بها من قبل الاتحاد الأوروبي، وبالتالي لا تشكل خطرًا حقيقيًا.
يُقال إن زيوت البذور تسبب التهابات لأنها غنية بحمض اللينوليك (أوميغا-6) الذي يمكن أن يتحول إلى حمض الأراكيدونيك المسبب للالتهاب.
لكن أبحاثًا متعددة، بما في ذلك مراجعة منهجية لـ30 دراسة في 2017، لم تجد أي علاقة بين استهلاك حمض اللينوليك وزيادة مؤشرات الالتهاب.
النظام الغذائي الغربي يحتوي على نسبة عالية جدًا من أوميغا-6 مقارنة بأوميغا-3 (نسبة 16:1).
رغم أن الجسم يحتاج لكليهما، فإن زيادة أوميغا-6 قد تقلل استفادة الجسم من أوميغا-3، ما يزيد احتمالية الالتهابات.
دراسة من 2024 في بريطانيا ربطت النسبة العالية بين أوميغا-6 وأوميغا-3 بزيادة خطر الوفاة بأمراض القلب والسرطان.
دراسة منهجية من منظمة الصحة العالمية في 2022 خلصت إلى أن:
الخلاصة: التأثير مزدوج، والفهم الكامل لا يزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات.
رغم انتقاد زيوت البذور لدورها في السمنة، فإن المشكلة الأكبر تكمن في الأطعمة فائقة المعالجة التي تحتوي عليها.
هذه الأطعمة غالبًا ما تكون عالية السعرات وقليلة القيمة الغذائية، وتحتوي على سكريات ودهون مضافة وملونات ومواد حافظة، وتشمل:
تشكل هذه الأطعمة أكثر من 50% من استهلاك السعرات لدى البالغين الأمريكيين، وقد ارتبطت بالسمنة، وأمراض القلب، والسكري من النوع 2، واضطرابات الصحة النفسية.
السبب الحقيقي لزيادة الوزن ليس زيوت البذور بحد ذاتها، بل البيئة الغذائية المحيطة بها.
نعم، مثل:
لكن استبدال زيوت البذور بدهون حيوانية (كالسمن والزبدة) قد يسبب ضررًا أكبر؛ فمثلاً، دراسة في 2025 وجدت أن تناول الزبدة بكثرة يزيد خطر الوفاة بنسبة 15%.
الإجابة المختصرة: لا.
فلا يوجد دليل علمي قوي يبرر الإقصاء التام. بل يُنصح بالاعتدال وتقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، والتركيز على الأطعمة الكاملة غير المصنعة.
يُفضل أيضًا زيادة استهلاك أوميغا-3 من مصادر مثل:
المصدر: aol.