زيت الزيتون: كيف نحمي «الذهب السائل» من الغش؟

تاريخ النشر:
August 28, 2025
أخر تعديل:
August 28, 2025

رئيس قسم الزيوت والدهون بمعهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث.

مشهد من أرض الواقع

في أحد الأسواق الشعبية، يقف المستهلك حائرًا أمام عبوات زيت زيتون تُعرض بأسعار مغرية لكنها مثيرة للشك. فيسأل نفسه: "كيف أفرق بين الزيت الأصلي والمغشوش؟ الذي يشتري الأرخص يظن أنه ربح، لكنه في الحقيقة اشترى مرضًا لنفسه وأضر بالاقتصاد الوطني."

هذه المعضلة ليست محلية فقط، بل ظاهرة عالمية. لكن خطورتها في مصر تتضاعف، حيث ترتبط مباشرة بصحة المواطن وسمعة منتج وطني استراتيجي. وتشير تقارير الغرفة التجارية للصناعات الغذائية إلى أن نسب الغش محليًا مرتفعة ومقلقة، مما يستدعي تحركًا جادًا.

كيف يُغش زيت الزيتون؟

الغش لا يتم عشوائيًا بل بأساليب مختلفة ومدروسة أبرزها:

• الخلط بزيوت نباتية رخيصة مثل الصويا أو دوار الشمس.

• إعادة تعبئة زيوت رديئة أو منتهية الصلاحية في عبوات تحمل علامات جذابة.

• إضافة زيت صويا مكرر مع ألوان صناعية تُوحي بلون زيت الزيتون الطبيعي، مع إضافة نكهات صناعية لتقليد الطعم الأصلي، وهي حيلة خطيرة لأنها لا تخدع المستهلك فحسب، بل قد تُسبب أضرارًا جسيمة للصحة.

• استخدام مصطلحات مضللة مثل: "خفيف" أو "نقي" لإقناع المستهلك.

• الانتحال الرسمي: ربط المنتج المغشوش بشعارات حكومية أو قومية عبر منافذ غير معتمدة أو صفحات غير موثوقة على الإنترنت.

⚠تنبيه: أي منتج منسوب إلى جهة رسمية دون منافذ بيع معتمدة هو علامة خطر يجب الحذر منها.

ما هي أساليب الغش الأخطر على المستهلك؟

هناك طرق غش تمثل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة، أخطرها:

• الألوان والطعوم الصناعية: تضاف إلى الزيوت الرخيصة أو المكررة لتبدو وكأنها زيت زيتون طبيعي. لكنها مواد قد تُسبب حساسية، تهيجات خطيرة، أو حتى تسممًا مزمنًا، خاصة لذوي الأمراض المزمنة أو أصحاب المناعة الضعيفة.

• إعادة استخدام الزيوت المستعملة: بعض الغشاشين يقومون بتفتيح لون الزيت المستعمل أو تبييضه، ثم يضيفون نكهات صناعية ليبدو صالحًا للاستهلاك. لكن رغم تحسين اللون، تبقى السموم والمركبات المسرطنة (الناتجة عن تكرار القلي) موجودة وتشكل خطرًا عظيمًا على الصحة.

⚠  النتيجة: هذه الحيل لا تُغير من حقيقة أن الزيت ملوث وخطير، بل تزيد من خداع المستهلك وإخفاء الضرر الحقيقي خلف قناع مزيف.

ما هي مخاطر الغش على صحة المستهلك؟

• الحرمان من الفوائد الغذائية الحقيقية لزيت الزيتون.

• زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، الكبد، والسرطان نتيجة احتواء الزيوت المغشوشة على مركبات سامة وشوارد حرة.

• التعرض لمشاكل هضمية وحساسية نتيجة الألوان والطعوم الصناعية.

وكيف يؤثر الغش على الاقتصاد المصري؟

• خسائر للمنتج الجاد: لا يستطيع منافسة الأسعار المتدنية للزيوت المغشوشة.

• تشويه السمعة الدولية: فقدان ثقة الأسواق العالمية في المنتج المصري.

• نزيف اقتصادي: تراجع الصادرات وفقدان عملة صعبة كان يمكن أن تدعم الاقتصاد الوطني.

هل يمكن للمستهلك اكتشاف الزيت المغشوش بنفسه؟

محاولات التمييز الشعبي مثل التجميد في الثلاجة أو استخدام ضوء الهاتف غير دقيقة. بعض المؤشرات قد تساعد فقط:

• الرائحة: الزيت الأصلي له رائحة عشبية منعشة.

• الطعم: يترك لسعة في الحلق ومرارة في اللسان.

• اللون: ليس معيارًا للجودة؛ فقد يكون الزيت أصليًا أخضر أو ذهبيًا.

🔬 الحقيقة الجوهرية: التحاليل المعملية هي الوسيلة الوحيدة الدقيقة لاكتشاف الغش.

ما الحقيقة وراء تاريخ الصلاحية المدون على العبوة؟

• تاريخ الصلاحية صحيح فقط إذا كانت العبوة مغلقة ومخزنة في ظروف مثالية (بعيدًا عن الضوء، الحرارة، والرطوبة).

• بعد الفتح، يبدأ الزيت في التفاعل مع الأكسجين، فتقل صلاحيته لتُقاس بالأسابيع (4–8 أسابيع) وليس بالشهور.

كيف يُخزن زيت الزيتون بطريقة صحيحة؟

• يُحفظ في مكان بارد ومظلم بعيدًا عن حرارة الموقد أو أشعة الشمس المباشرة.

• يُفضل استخدام عبوات زجاجية داكنة أو معدنية محكمة الإغلاق.

• يُستهلك خلال الفترة الموصى بها بعد الفتح للحفاظ على جودته.

ما النصائح الذهبية لاختيار زيت زيتون آمن؟

• اقرأ البطاقة بدقة وابحث عن عبارة "بكر ممتاز" و"عصر على البارد"*.

• تحقق من بلد المنشأ واسم المصنع ورقم الترخيص.

• اختر العبوات الزجاجية الداكنة أو المعدنية بدل البلاستيكية.

• لا تشترِ من الباعة الجائلين أو الصفحات غير الموثوقة على الإنترنت.

من المسؤول عن مواجهة الغش؟

• الجهات الرقابية: عبر التفتيش الميداني، المعامل المتنقلة، وتشديد العقوبات.

• المستهلك: بالوعي، الإبلاغ عن أي منتج مشكوك فيه، والاحتفاظ بالفاتورة كدليل.

• التكنولوجيا: باستخدام نظم التتبع من المزرعة إلى المتجر، والـ QR Code للتحقق من مصدر المنتج.

كيف يشارك المواطن المصري في حماية نفسه وبلده؟

• لا تساهم في استمرار الغش بشراء الزيت الأرخص.

• بلّغ فورًا عن أي حالة مشبوهة عبر:

📞 هيئة سلامة الغذاء: 19468

📞 جهاز حماية المستهلك: 19588

• انشر الوعي بين عائلتك وأصدقائك… فالتوعية أقوى سلاح.

الخاتمة: الذهب السائل أمانة في أعناقنا

زيت الزيتون البكر الممتاز ليس مجرد غذاء، بل هو تراث صحي واقتصادي لمصر. وحمايته مسؤولية مشتركة بين المنتج الملتزم، والجهات الرقابية، والمستهلك الواعي.

اختيارك للمنتج الأصلي هو قرار يحمي صحتك، ويعزز سمعة بلدك، ويدعم اقتصادها.

⚠️ تذكر: قطرة واحدة من زيت مغشوش قد تكون بداية رحلة علاج طويلة ومكلفة.

📌 ادعم الجودة. اشترِ المنتج المصري الأصلي. وكن شريكًا في مواجهة الغش.

أقرأ إيضا

النشرة البريدية

تواصل معانا وتابعنا على منصات التواصل الإجتماعي

Tiktok logolinkedin logoinstagram logofacebook logoyoutube logoX logoEmail icon
.Copyright Zyotwdhon. All Rights Reserved ©