حذّرت رابطة منتجي زيت النخيل الإندونيسية من أن إندونيسيا قد تخسر سوقها لزيت النخيل لصالح ماليزيا إذا فشلت جاكرتا في التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الأمريكية يمنحها تعريفة جمركية أقل من تلك المفروضة على جارتها ماليزيا.
فهديل حسن، رئيس الشؤون الدولية في GAPKI، صرّح خلال برنامج حواري على قناة Beritasatu في استوديوهات B-Universe Media Holdings بمنطقة بانتاي إنداه كابوك 2 في تانغيرانغ يوم الثلاثاء 15 يوليو 2025، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر في أحدث جولة من فرض الرسوم الإبقاء على تعريفة الواردات المفروضة على المنتجات الإندونيسية عند 32%. في المقابل، رفع الرسوم على المنتجات الماليزية بنسبة نقطة مئوية واحدة، إلا أنها لا تزال أقل بكثير عند 25%.
وتُعد إندونيسيا وماليزيا معًا مسؤولتين عن 80% من إنتاج زيت النخيل العالمي. وتستورد الولايات المتحدة الزيت من هذين البلدين الآسيويين. وعلى الرغم من بقاء مهلة التفاوض حتى الأول من أغسطس، تأمل GAPKI أن تنجح جاكرتا في التوصل إلى تعريفة أقل من ماليزيا.
حاليًا، يخضع البلدان لتعريفة أساسية تبلغ 10%، والتي سترتفع إلى المعدلات الأعلى المذكورة في حال فشلهما في التوصل لاتفاق مع إدارة ترامب.
وقال فهديل: "نحو 85% من واردات الولايات المتحدة من زيت النخيل تأتي من إندونيسيا. لذا، إذا تم تنفيذ هذه الرسوم، فمن الطبيعي أن تبدأ الولايات المتحدة في استيراد المزيد من زيت النخيل من ماليزيا بدلاً من إندونيسيا، وهذا ما يقلقنا".
ووفقًا لبيانات GAPKI، بلغت صادرات إندونيسيا من زيت النخيل إلى الولايات المتحدة 2.2 مليون طن في عام 2024، بقيمة تقدر بنحو 2.9 مليار دولار. كما أظهرت الإحصاءات الرسمية أن إجمالي صادرات زيت النخيل الإندونيسية بلغت 8.9 مليار دولار خلال الفترة من يناير إلى مايو 2025، وبكمية تقدر بـ8.3 مليون طن. وتبقى باكستان والهند والصين أكبر المشترين.
في المقابل، أفادت وكالة الأنباء الماليزية "برناما" أن ماليزيا صدّرت 191 ألف طن من زيت النخيل إلى الولايات المتحدة العام الماضي.
أسواق جديدة
وقد أثارت هذه الرسوم المرتقبة مناقشات حول ضرورة التوسع في أسواق جديدة، وهو ما أقرت به GAPKI.
فقد حققت إندونيسيا مؤخرًا تقدمًا كبيرًا في مفاوضات اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) مع الاتحاد الأوروبي، حيث توصّل الطرفان إلى اتفاق سياسي لاستكمال الاتفاق بحلول سبتمبر. ومع أن هذا التطور يُعد خبرًا جيدًا لمحاولات جاكرتا لتنويع أسواقها، أشار فهديل إلى أن CEPA لم يعالج بعد بالكامل الحواجز غير الجمركية التي تعرقل صادرات زيت النخيل الإندونيسي إلى أوروبا، مثل قانون مكافحة إزالة الغابات الذي يشترط إثبات أن الزيت لا يأتي من أراضٍ أُزيلت غاباتها.
كما دعت GAPKI الحكومة الإندونيسية إلى إبرام اتفاقيات تجارية مع أسواق أخرى مثل تركيا، وهو أمر تعمل عليه الحكومة بالفعل.
وأضاف فهديل: "تنويع التجارة أمر ضروري في ظل تهديدات ترامب وقيود الاتحاد الأوروبي غير المكتملة. يمكننا تنويع صادرات زيت النخيل نحو الأسواق الإفريقية والمتوسطية. وربما يمكننا دفع اتفاق تجارة مع تركيا، فقد كانت تستورد بالأساس من إندونيسيا، لكننا خسرنا السوق لصالح ماليزيا فقط لأنها أبرمت اتفاق تجارة حرة مع أنقرة".
وكان الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو قد ناقش هذا الاتفاق التجاري مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في فبراير الماضي، وأعربا عن نيتهما في تطوير اتفاق تفضيلي محدود بحلول عام 2026، بالإضافة إلى سعيهما إلى توقيع اتفاق CEPA شامل يغطي مختلف الجوانب الاقتصادية.