قصة نجاح بيئية من هندوراس يقودها شباب دون الثلاثين
في الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات متزايدة تتعلق بالنفايات والتلوث، قرر مجموعة من الشباب في هندوراس تحويل زيت الطهي المستعمل – أحد أبرز مصادر التلوث المنزلي والتجاري – إلى فرصة عمل خضراء ومستدامة.
هوغو دانيال تشافيز، مدير مشروع في منظمة Sustenta Honduras غير الحكومية، رأى في زيت الطهي المستعمل فرصة لإنتاج منتجات مفيدة مثل الصابون وطعام الكلاب.
يقول تشافيز:
"لدينا الكثير من الأنشطة التجارية والممارسات المنزلية التي تخلق نفايات، لذلك نحاول تحويل هذه النفايات وإعطائها حياة ثانية".
وفي أمريكا اللاتينية، يتم استهلاك ملايين الأطنان من زيت الطهي سنويًا، ويُستخدم في قلي أطعمة شائعة مثل الدجاج والموز والبطاطس. ومع انتشار عادة إعادة استخدام الزيت لمرات متكررة – خاصة في هندوراس التي تعاني من سوق سوداء ضخمة لزيت الطهي المستعمل – ترتفع المخاطر الصحية الناتجة عن المركبات السامة التي تتكون بفعل التسخين المتكرر.
عند التخلص من زيت الطهي بطريقة غير سليمة، مثل سكبه في المجاري أو رميه بجانب الطرق، يؤدي ذلك إلى أضرار بيئية جسيمة، منها تلوث المياه الجوفية والعذبة وتلف المحاصيل التي تعتمد عليها مجتمعات محلية بأكملها.
في مواجهة هذه التحديات، طوّرت منظمة Sustenta نموذجًا يعتمد على الاقتصاد الدائري، حيث يتم شراء الزيت المستعمل من المحلات والمطاعم بسعر يتراوح بين 2.50 إلى 3.50 ليمبيرا للرطل (0.08 إلى 0.11 جنيه إسترليني)، ومن ثم معالجته في مصنع بمدينة كوماياغوا لإنتاج الصابون وطعام الكلاب.
يتم تحويل الزيت عبر عملية كيميائية تُعرف باسم التصبن، حيث يُمزج الزيت أو الشحم مع مادة قلوية لينتج صابونًا طبيعيًا. وتصل قيمة قطعة الصابون الواحدة إلى 15 ليمبيرا (0.45 جنيه إسترليني)، ويحقق المشروع دخلًا شهريًا يزيد عن 106,000 ليمبيرا (أكثر من 3,000 جنيه إسترليني) – باستثناء التكاليف التشغيلية.
في مايو 2024، وقعت Sustenta عقدًا مع فرع Walmart في المكسيك وأمريكا الوسطى، يضمن تدفقًا منتظمًا من الزيت والشحم المستعمل من جميع الشركات التابعة لـWalmart.
ويقول المدير التنفيذي ريكاردو بينيدا:
"كنا بحاجة إلى تدفق موثوق لنتمكن من توسيع الإنتاج، وإلا كنا سننفد سريعًا من الزيت بسبب السوق السوداء".
ويضيف:
"نطمح إلى بيع منتجاتنا – مثل الصابون وطعام الكلاب – داخل متاجر Walmart نفسها، كي يرى الشركاء قيمة النفايات المعاد تدويرها، ويتبنوا مفهوم الاقتصاد الدائري".
فاز المشروع بجائزة Youth4Climate Energy Challenge لعام 2023 وقدرها 20,000 دولار، ضمن مبادرة عالمية تقودها الحكومة الإيطالية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. كما حظي بدعم من سفارة هولندا التي وصفت المشروع بأنه "حل مبتكر وقابل للتنفيذ، يخلق وظائف خضراء ويمكّن النساء والشباب".
يتكون فريق Sustenta بالكامل من شباب تقل أعمارهم عن 30 عامًا، بمتوسط عمري يبلغ 23 عامًا.
ويقول بينيدا:
"بدأنا كمجموعة سئمت من الطرق التقليدية التي تتعامل بها المؤسسات الكبرى مع قضايا البيئة. نحن لا نريد مجرد الحديث، بل خلق حلول حقيقية".
ويضيف:
"بجوار مصنعنا هناك محطة لتنقية المياه، ونحن نستخدم المياه التي لا يمكنهم معالجتها في نظام تبريدنا، في نموذج متكامل للاستخدام الأمثل للموارد".
بينما تعتمد بعض الحركات البيئية في المنطقة على المواجهة المباشرة مع مشروعات التعدين والطاقة ومكافحة الفساد، تؤمن منسقة المشروع، باولا أسيفيدو، بأن النوعين من النشاط البيئي متكاملان.
"نحن نركز على الحلول، بينما يناضل الآخرون في الصفوف الأمامية. كلا النهجين مهمان".
ملخص:
مشروع Sustenta يُعد نموذجًا ملهمًا لكيفية تحويل النفايات إلى فرص اقتصادية حقيقية، ويبرهن على قدرة الشباب على قيادة التغيير البيئي والاقتصادي من خلال الابتكار والعمل الجماعي.