منحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعض مصافي النفط إعفاءات من الالتزامات التي تفرض عليها خلط الوقود المتجدد مع البنزين والديزل، بينما أرجأت اتخاذ قرار حاسم بشأن مقدار العبء الذي سيتعين على شركات النفط الأخرى تحمله.
وقالت وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) في بيان صدر في 22 أغسطس إن القرار ينطبق على 38 مصفاة صغيرة كانت قد طلبت إعفاءات من حصص الخلط السنوية.
وأوضحت الوكالة أنها منحت إعفاءات كاملة لـ 63 طلباً مقدماً من المصافي للحصول على إعفاءات من خلط الوقود الحيوي، وأصدرت 77 إعفاءً جزئياً، وذلك عن فترات تعود إلى عام 2016. وفي الوقت نفسه، رفضت 28 طلباً وصنّفت سبعة طلبات على أنها "غير مؤهلة".
إن حكم وكالة حماية البيئة بشأن إعفاءات المصافي الصغيرة – وهو الأول في عهد إدارة ترامب الجديدة – سيؤثر على تكاليف شركات النفط في الامتثال لتفويض خلط الوقود الحيوي الأمريكي. ويقول منتجو الوقود الحيوي إن القرار يهدد أيضاً بخفض الطلب على منتجاتهم، وكذلك على محاصيل الذرة وفول الصويا المستخدمة في إنتاجها، في وقت يواجه فيه المزارعون قيوداً على صادراتهم بسبب النزاعات التجارية.
تشكل القضية اختباراً كبيراً للرئيس ترامب ولقطاعين يشكلان قاعدته السياسية المخلصة: النفط والزراعة. فعلى الرغم من أن بعض جماعات الضغط الزراعية والوقود الأحفوري كانت قد توصلت إلى أرضية مشتركة بشأن سياسة الوقود الحيوي، إلا أن هذا التحالف اختُبر بعد مقترح الوكالة الطموح في يونيو والذي يفرض على المصافي خلط كميات قياسية من الوقود الحيوي مع البنزين والديزل في عامي 2026 و2027.
لكن الوكالة أرجأت اتخاذ أصعب القرارات بشأن هذه الإعفاءات، إذ أخرت الحكم حول ما إذا كان يجب إلزام المصافي الكبرى بالتعويض عن الإعفاءات الممنوحة للمصافي الأصغر للفترة 2023-2024. هذا ما يُعرف بـ "خطة إعادة التخصيص"، والتي ستحدد الأثر المحتمل على الطلب على الوقود الحيوي المدعوم من الحصص الفيدرالية.
وقالت الوكالة إنها ستقترح إعادة توزيع الحصص لعام 2023 وما بعده، لكنها لا تخطط لإعادة تخصيص الأحجام للفترة من 2016 إلى 2022. وأضافت أن المقترح سيُعرض على مراجعة بين الوكالات "في المستقبل القريب"، بهدف "تحقيق التوازن" بين أهداف برنامج الوقود الحيوي في دعم إنتاج الوقود المتجدد وبين الاعتبارات الاقتصادية، مع ضمان إتاحة الفرصة لتعليقات الأطراف المعنية.
وبررت الوكالة بأن الطلب على الوقود الحيوي لن يتأثر بقرارها بشأن إعفاءات المصافي للفترة حتى 2022، نظراً لأن الاعتمادات المستخدمة لإثبات الامتثال للأهداف تبقى صالحة لمدة عامين.
انعكاسات على السوق والمصافي
كانت النتائج متباينة بالنسبة لكثير من المصافي. على سبيل المثال:
خلفية تشريعية
قضية إعفاءات المصافي الصغيرة واجهت إدارات أمريكية سابقة أيضاً. ومن أسباب تراكم طلبات الإعفاء أن الرئيس السابق جو بايدن كان قد أرجأ البت في هذا الملف المثير للجدل.
ولم يتضح بعد ما إذا كان قرار 22 أغسطس سيحسم الجدل القانوني المستمر منذ سنوات حول البرنامج. فمن المرجح أن تطعن المصافي التي رُفضت طلباتها في المحاكم الفيدرالية، كما قد تقاوم شركات النفط الكبرى أي قرار يُجبرها على تحمّل أعباء إضافية لخلط الوقود الحيوي.
تحدد الولايات المتحدة حصص خلط الوقود الحيوي منذ أكثر من عقد بموجب قانون فيدرالي صدر عام 2005 يُعرف باسم معيار الوقود المتجدد (Renewable Fuel Standard). لكن يمكن منح إعفاءات للمصافي الصغيرة إذا أثبتت أنها تواجه "مشقة اقتصادية غير متناسبة".
وبموجب البرنامج، يولد كل جالون من الإيثانول أو الديزل الحيوي الممزوج مع وقود النقل اعتمادات تُعرف برموز التعريف المتجددة (RINs)، التي تستخدمها المصافي للامتثال لالتزامات الخلط الفيدرالية. أما المصافي التي لا تنتج ما يكفي من هذه الاعتمادات – أحياناً بسبب ضعف البنية التحتية للخلط – فيمكنها شراء اعتمادات RINs للوفاء بالأهداف السنوية.