شهدت أسعار زيت الطعام "السائب" في السوق المحلية ارتفاعًا بنحو 15% خلال الأسبوع الماضي، حيث وصل سعر الطن إلى 62 ألف جنيه يوم الخميس، مقارنة بـ 54 ألف جنيه الأسبوع الماضي، حسبما رصدت "الشروق".
أرجع عاملون في القطاع هذه الزيادات إلى ممارسات احتكارية تمارسها بعض الشركات الكبرى في السوق، مؤكدين عدم وجود مبرر لهذا الارتفاع في ظل انخفاض سعر الدولار المستمر وتراجع الأسعار عالميًا. وأشاروا إلى أن الهدف هو القضاء على المنافسة مع الشركات الصغيرة.
تجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه قد انخفض خلال أكتوبر الجاري، مسجلاً أدنى مستوى له منذ يونيو 2024، ليصل إلى حوالي 47.60 جنيه، بعد أن كان حوالي 51 جنيهًا في بداية العام.
صرح أحمد المنوفي، أحد منظمي المعارض السلعية والمبادرات الحكومية، لـ "الشروق" بأن بعض الشركات والمستوردين رفعوا أسعار زيت الطعام السائب بنحو 8 آلاف جنيه للطن خلال الأسبوع الماضي دون مبرر. وأكد أن هذه الزيادات ناتجة عن ممارسات احتكارية من قبل كبرى الشركات في السوق المحلية، داعيًا إلى تفعيل دور الجهات الرقابية لمكافحة هذه الممارسات.
وذكر المنوفي أن الشركات الكبرى في القطاع شاركت في مبادرة رئيس الوزراء لخفض الأسعار التي أُطلقت في أغسطس الماضي، بتقديم خصومات على عبوات اللتر، ليصبح سعرها 70 جنيهًا بدلاً من 75 و 77 جنيهًا قبل المبادرة.
وأوضح المنوفي أن الشركات حاليًا قلصت من ضخ البضاعة المعبأة التي تشمل الخصومات في السوق المحلية، واتجهت بدلاً من ذلك إلى تكثيف بيع الزيت المكرر "السائب" لشركات التعبئة بأسعار مرتفعة، وذلك لاستعادة هامش الربح المفقود بسبب مبادرة رئيس الوزراء.
وتعتمد الشركات الكبرى في قطاع زيت الطعام بالسوق المحلية، والتي لا يزيد عددها على 5 شركات، على استيراد الزيت الخام، ثم تكريره، وتعبئة جزء منه لمنتجاتها الخاصة، وبيع الجزء الآخر للشركات الصغيرة. وأشار المنوفي إلى أن شركات الزيت الصغيرة بدأت في رفع أسعار منتجاتها تدريجيًا متأثرة بارتفاع أسعار الزيت "السائب"، مما سيؤثر سلبًا على المستهلكين.
وفقًا لتصريحات سابقة لرئيس شعبة الزيوت باتحاد الصناعات، زكريا الشافعي، تعتمد مصر على استيراد أكثر من 95% من احتياجاتها من الزيوت النباتية.
من جانبه، قال أحمد كركندي، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات الزيوت، لـ "الشروق" إن الفارق السعري بين منتجات الشركات الكبرى والصغيرة يدفع معظم المستهلكين لشراء الأخيرة، حيث تباع عبوة الزيت سعة اللتر من إنتاج شركة صغيرة بحوالي 59 إلى 60 جنيهًا، مقارنة بـ 77 جنيهًا للعبوات الأخرى.
وأضاف أن الشركات الكبيرة، لمعالجة ضعف مبيعاتها، تقوم برفع أسعار الزيت السائب المورد للشركات الصغيرة، لتقليل الفجوة السعرية بين المنتجين ودفع المستهلكين نحو الأسماء الكبرى.
وأشار إلى أن الشركات الصغيرة رفعت أسعار منتجاتها خلال الأسبوع الماضي من 59 جنيهًا إلى 65 و 66 جنيهًا للعبوة سعة اللتر، متوقعًا زيادات أخرى في الأيام المقبلة.
وتابع كركندي أن "زيت الطعام، مثله مثل بقية السلع، يتحكم فيه ثلاثة عوامل فقط: سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، السعر عالميًا، وأخيرًا، آليات العرض والطلب"، لافتًا إلى أن العوامل الثلاثة تشير إلى ضرورة انخفاض السعر إلى مستويات أقل من 50 ألف جنيه للطن.
وعلى الصعيد العالمي، انخفض سعر زيت الصويا حاليًا إلى 1025 دولارًا للطن، مقارنة بـ 1200 دولار في يونيو الماضي، ويمثل زيت الصويا حوالي 85% من زيت الخليط الأكثر استهلاكًا محليًا.
المصدر: الشروق