تخيل لو قلت لك إن زجاجة زيت الزيتون الفاخر الموجودة في خزانة مطبخك قد تكون خدعة كاملة؟ ربما ستظن أنني أبالغ، لكن الأرقام التي تكشف عن احتيال زيت الزيتون مخيفة حقًا.
تتزايد حالات الاحتيال في زيت الزيتون باستمرار، مع صدور عدة تقارير خلال العام الماضي وحده. مؤخرًا، أعلنت السلطات البرتغالية أنها صادرت أكثر من 16,000 لتر من زيت الطهي المزوّر الذي تم تصنيفه زورًا كزيت زيتون، إلى جانب 82,000 ملصق مزوّر.
وليس هذا مجرد مشكلة أوروبية فقط – بل يحدث ذلك أمام أعيننا في جميع أنحاء العالم. فقد أكدت الشرطة الإيطالية أنها نجحت في تفكيك عصابة إجرامية كانت تمزج زيوت رديئة الجودة بمواد كيميائية وتبيعها على أنها زيت زيتون بكر ممتاز، مما يشكل خطرًا على سلامة المستهلكين ويقوّض شهادات المنشأ المحمية (PDO) أو المؤشرات الجغرافية المحمية (PGI).
والأمر المذهل أن التوقعات تشير إلى أن معدل هذه الحوادث سيرتفع بنسبة 166% في سوق زيت الزيتون. فكر في ذلك – يعني أن الأرقام ستتضاعف أكثر من مرة خلال عام واحد فقط.
والدوافع المالية هائلة. يقول أرسين خاتشاتوريانتس، الرئيس التنفيذي لشركة أرسينيو: «يمكنك بيع زجاجة نصف لتر من زيت الزيتون بسعر يتراوح بين 20 و70 يورو».
ويضيف: «يرى المحتالون في ذلك فرصة، بمجرد وضع ملصق زيت زيتون على الزيت، أو تصنيفه كزيت بكر ممتاز». ومع هذا القدر من المال، من المؤكد أن المجرمين سيهتمون بالأمر. لكن ما يثير قلقي حقًا هو أن تزوير الأغذية بات أكثر تطورًا، إذ تُستخدم أساليب تغيّر خصائص المنتجات على المستوى الجزيئي، وهي غالبًا تتجاوز قدرات الكشف الحالية أو تتطلب تقنيات باهظة التكاليف.
لم نعد نتعامل مع خدع بسيطة بعد الآن، بل مع عمليات عالية التقنية يمكنها خداع حتى الخبراء.
المصدر: MSN