كشف مسح وطني حديث أن 37% من الماليزيين يعتقدون أن هذا الزيت مسؤول عن ارتفاع مستويات الكوليسترول. لكن هل هذا صحيح؟
أظهر استطلاع وطني أجرته منظمة Pertubuhan Transformasi Dayak أن 37% من الماليزيين يعتقدون أن زيت النخيل يسبب ارتفاع الكوليسترول. هذا يعكس مفهوماً خاطئاً واسع الانتشار يجب تصحيحه من خلال تواصل صحي أفضل وتعليم قائم على الأدلة العلمية.
رغم أن زيت النخيل غالباً ما يُساء فهمه ويُفترض خطأً أنه يرفع الكوليسترول ويؤدي إلى أمراض القلب، إلا أنه زيت نباتي لا يحتوي على أي كوليسترول غذائي. ويبدو أن هذا الافتراض السلبي مستند إلى رؤى قديمة أو مبسطة حول الدهون الغذائية.
مراجعة شاملة نُشرت في المكتبة الوطنية للطب عام 2023 حللت 31 دراسة شملت نحو 2400 مشارك. وأظهرت النتائج أن زيت النخيل لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بزيوت نباتية شائعة مثل زيت الصويا أو الزيتون أو عباد الشمس.
كما لم تُظهر الدراسة أي تأثيرات سلبية ملحوظة على مستويات الكوليسترول لدى الأفراد الأصحاء.
يمتاز زيت النخيل بتركيبة متوازنة من الأحماض الدهنية: حوالي 50% دهون مشبعة، 40% دهون أحادية غير مشبعة (مفيدة للقلب)، و10% دهون متعددة غير مشبعة. هذه التركيبة قد تساعد في خفض مستوى الكوليسترول الضار (LDL).
إضافة لذلك، فإن زيت النخيل خالٍ طبيعياً من الدهون المتحولة ولا يخضع لعملية الهدرجة الصناعية التي تؤدي لتكوين الدهون المتحولة في زيوت أخرى.
الدهون المتحولة عادة ما تُنتج عبر هدرجة جزئية للزيوت النباتية السائلة لإطالة عمرها الافتراضي وتغيير قوامها، وهي عملية تغيّر تركيب الدهون وتضيف مخاطر صحية مثبتة.
أما زيت النخيل، فهو بطبيعته شبه صلب في درجة حرارة الغرفة ومستقر أثناء الطهي على درجات حرارة عالية، مما يغني عن الهدرجة.
بدلاً من إلقاء اللوم على مكوّن واحد، يُنصح الماليزيون بالتركيز على نمط حياتهم ككل، بما يشمل النظام الغذائي، النشاط البدني، إدارة التوتر، النوم والعادات اليومية.
من المهم إدراك أن ارتفاع الكوليسترول عادة ما يكون نتيجة مزيج من عدة عوامل مثل سوء التغذية، قلة النشاط، التدخين، الضغوط النفسية، قلة النوم أو العوامل الوراثية.
إلقاء اللوم فقط على زيت النخيل يُبسط المشكلة بشكل مفرط ويُشتت الانتباه عن المسببات الأهم لمخاطر القلب.
زيت النخيل يُستخدم على نطاق واسع في المنازل الماليزية، فهو محلي الإنتاج، اقتصادي وسهل الوصول لمعظم الأسر. وعند استخدامه باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن لا يشكل أي مخاطر صحية.
ومع مواصلة تشجيع أنماط الحياة الصحية، يجب أن تعكس رسائلنا العامة أحدث ما توصل إليه العلم. لا ينبغي أن تقود افتراضات قديمة نظرتنا للغذاء والصحة، بل يجب أن نسعى إلى حوار أكثر وعياً وتوازناً حول التغذية.
كما يُنصح الماليزيون بتحويل تركيزهم من اللوم إلى التوازن: بدلاً من التركيز على مكوّن واحد، النظر إلى نمط الحياة ككل بما يشمل الغذاء، النشاط البدني، التوتر والعادات.
ومن المهم كذلك أن يتعاون صانعو السياسات، المربّون والكوادر الصحية لتعزيز الوعي العام. فعندما نبني قراراتنا على العلم لا على التكهنات، نُحرز تقدماً حقيقياً في تحسين صحة القلب.
المصدر: Free malaysia today