دراسة تربط زيت الطهي الأكثر شعبية في أمريكا بالسمنة

زيت النخيل أصبح وقودا لسيارات السباقات
December 1, 2025

يساهم زيت فول الصويا، وهو زيت الطهي الأكثر استهلاكاً في الولايات المتحدة وعنصر أساسي في الأطعمة المصنعة، في الإصابة بالسمنة -على الأقل لدى الفئران- وذلك من خلال آلية بدأ العلماء الآن في فهمها.

في تجربة أجريت في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد (UCR)، اكتسبت معظم الفئران التي اتبعت نظاماً غذائياً عالي الدهون وغنياً بزيت فول الصويا وزناً كبيراً. ومع ذلك، لم تكتسب مجموعة من الفئران المعدلة وراثياً هذا الوزن. أنتجت هذه الفئران شكلاً مختلفاً قليلاً من بروتين الكبد الذي يؤثر على مئات الجينات المرتبطة بأيض الدهون (التمثيل الغذائي للدهون). ويبدو أن هذا البروتين يغير أيضاً كيفية معالجة الجسم لـ "حمض اللينوليك"، وهو مكون رئيسي في زيت فول الصويا.

قالت سونيا ديول، عالمة الطب الحيوي في جامعة كاليفورنيا والمؤلفة المراسلة للدراسة المنشورة في مجلة أبحاث الدهون (Journal of Lipid Research): "قد تكون هذه الخطوة الأولى نحو فهم سبب اكتساب بعض الأشخاص للوزن بسهولة أكبر من غيرهم عند اتباع نظام غذائي غني بزيت فول الصويا".

في البشر، توجد كلتا النسختين من بروتين الكبد (HNF4α)، لكن الشكل البديل يتم إنتاجه عادة فقط في ظل ظروف معينة، مثل المرض المزمن أو الإجهاد الأيضي الناتج عن الصيام أو الكبد الدهني الكحولي. هذا الاختلاف، إلى جانب الاختلافات في العمر والجنس والأدوية والوراثة، قد يساعد في تفسير سبب كون بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم للتأثيرات الأيضية لزيت فول الصويا.

تستند الدراسة إلى عمل سابق لباحثي الجامعة يربط زيت فول الصويا بزيادة الوزن. قالت فرانسيس سلاديك، أستاذة بيولوجيا الخلية في الجامعة: "لقد عرفنا منذ دراستنا عام 2015 أن زيت فول الصويا مسبب للسمنة أكثر من زيت جوز الهند. لكن الآن لدينا أوضح دليل حتى الآن على أن السبب ليس الزيت نفسه، أو حتى حمض اللينوليك. بل إنه ما يتحول إليه الدهن داخل الجسم".

يتحول حمض اللينوليك إلى جزيئات تسمى "الأوكسيليبينات" (oxylipins). يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط لحمض اللينوليك إلى زيادة كميات الأوكسيليبينات، والتي ترتبط بالالتهابات وتراكم الدهون.

كانت الفئران المعدلة وراثياً في الدراسة تحتوي على عدد أقل بكثير من الأوكسيليبينات وأظهرت كبداً أكثر صحة على الرغم من تناول نفس النظام الغذائي عالي الدهون من زيت فول الصويا مثل الفئران العادية. والجدير بالذكر أنها أظهرت أيضاً وظيفة معززة للميتوكوندريا، مما قد يساعد في تفسير مقاومتها لزيادة الوزن.

حصر الباحثون المركبات المرتبطة بالسمنة في أنواع محددة من الأوكسيليبينات المشتقة من حمض اللينوليك وحمض "ألفا-لينولينيك"، وهو حمض دهني آخر موجود في زيت فول الصويا. كانت هذه الأوكسيليبينات ضرورية لحدوث زيادة الوزن في الفئران العادية.

ومع ذلك، كان لدى الفئران المعدلة وراثياً التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفض الدهون أيضاً مستويات مرتفعة من الأوكسيليبينات دون أن تصاب بالسمنة، مما يشير إلى أن وجود هذه الجزيئات وحده ليس كافياً، وأن عوامل أيضية أخرى تساهم على الأرجح في السمنة.

كشف تحليل إضافي أن الفئران المعدلة كان لديها مستويات أقل بكثير من عائلتين رئيسيتين من الإنزيمات المسؤولة عن تحويل حمض اللينوليك إلى أوكسيليبينات. وتجدر الإشارة إلى أن وظيفة هذه الإنزيمات محفوظة (مشتركة) بشكل كبير عبر جميع الثدييات، بما في ذلك البشر. ومن المعروف أن مستويات هذه الإنزيمات متغيرة للغاية بناءً على الوراثة والنظام الغذائي وعوامل أخرى.

لاحظ الفريق أيضاً أن مستويات الأوكسيليبين في الكبد فقط، وليس في الدم، هي التي ارتبطت بوزن الجسم. وهذا يعني أن اختبارات الدم الشائعة قد لا تلتقط بشكل موثوق التغييرات الأيضية المبكرة المرتبطة بالنظام الغذائي.

لقد زاد استهلاك زيت فول الصويا في الولايات المتحدة خمسة أضعاف في القرن الماضي، من حوالي 2% من إجمالي السعرات الحرارية إلى ما يقرب من 10% اليوم. وعلى الرغم من أن فول الصويا مصدر غني للبروتين النباتي وأن زيته لا يحتوي على الكوليسترول، إلا أن الإفراط في استهلاك حمض اللينوليك، بما في ذلك من الأطعمة فائقة المعالجة، قد يغذي الحالات الأيضية المزمنة.

بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من خلو الزيت من الكوليسترول، وجدت دراسة جامعة كاليفورنيا أن استهلاك زيت فول الصويا يرتبط بمستويات أعلى من الكوليسترول في الفئران.

يستكشف الباحثون الآن كيف يسبب تكوين الأوكسيليبين زيادة الوزن، وما إذا كانت تأثيرات مماثلة تحدث مع زيوت أخرى غنية بحمض اللينوليك، مثل الذرة وعباد الشمس والعصفر.

قالت ديول: "زيت فول الصويا ليس شراً بحد ذاته. لكن الكميات التي نستهلكه بها تحفز مسارات لم تتطور أجسادنا للتعامل معها".

على الرغم من عدم التخطيط لتجارب بشرية حالياً، يأمل الفريق أن تساعد هذه النتائج في توجيه البحوث المستقبلية وإبلاغ سياسات التغذية.

وختمت سلاديك قائلة: "استغرق الأمر 100 عام من أول رابط لوحظ بين مضغ التبغ والسرطان لوضع ملصقات تحذيرية على السجائر. نأمل ألا يستغرق الأمر كل هذا الوقت حتى يدرك المجتمع الرابط بين الاستهلاك المفرط لزيت فول الصويا والآثار الصحية السلبية".


المصدر: University of California, Riverside

النشرة البريدية

تواصل معانا وتابعنا على منصات التواصل الإجتماعي

Tiktok logolinkedin logoinstagram logofacebook logoyoutube logoX logoEmail icon
.Copyright Zyotwdhon. All Rights Reserved ©