حمض دهني يعزز قدرات الجسم الفائقة على قتل السرطان

زيت النخيل أصبح وقودا لسيارات السباقات
October 13, 2025

في دراسة رائدة، وُجد أن حمضًا دهنيًا صحيًا موجودًا في زيت الزيتون والمكسرات "يعزز بقوة" الخلايا المناعية المتخصصة في مكافحة السرطان. وفي الوقت نفسه، يقوض نوع آخر من الأحماض الدهنية الطبيعية هذه الخلايا وقد يقلل من قدرة الجسم على درء نمو الورم.

وجد باحثون طبيون من كلية الطب بجامعة هونغ كونغ (HKUMed) أن حمض الأوليك (OA) - وهو النوع الموجود في زيت الزيتون - يعزز خلايا غاما دلتا التائية (
γδ−T
cells). توصل الفريق إلى هذا الاكتشاف أثناء التحقيق في كيفية تأثير الأحماض الدهنية الغذائية المختلفة على هذه المجموعة الفرعية الصغيرة من الخلايا التائية التي تعمل كجنود استجابة سريعة ضد العدوى ونمو الأورام.
من المعروف أيضًا أن هذه الخلايا المناعية تصبح مختلة وظيفيًا لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو أولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون المشبعة.

عزل الباحثون خلايا غاما دلتا التائية البشرية وزرعوها في مستنبت، ثم عرّضوا مجموعة منها لحمض الأوليك (OA)، ومجموعة أخرى لحمض البالمتيك (PA)، الذي يوجد عادةً في زيت النخيل واللحوم ومنتجات الألبان. بعد ذلك، قاموا بتقييم بقاء الخلايا ونشاطها الأيضي وقدرتها على قتل الأورام. لم تكن الخلايا المعالجة بحمض الأوليك قادرة على البقاء فحسب، بل أظهرت مؤشرات على أن عملية الأيض لديها تعمل بكامل طاقتها، وظلت الميتوكوندريا مستقرة، وكانت إشاراتها متوازنة، وظلت آليتها لقتل الأورام سليمة.

قال المؤلف الرئيسي تو وينوي، الأستاذ في قسم طب الأطفال والمراهقين في كلية الطب بجامعة هونغ كونغ: "يشير بحثنا إلى أن المكملات الغذائية من الأحماض الدهنية، خاصة مع الأطعمة الغنية بحمض الأوليك مثل زيت الزيتون والأفوكادو، يمكن أن تعزز المراقبة المناعية لخلايا غاما دلتا التائية، مما يؤدي إلى علاجات أكثر فعالية للسرطان".

ومع ذلك، عانت الخلايا المعرضة لحمض البالمتيك من فشل أيضي وتدمير ذاتي التهابي. بشكل أساسي، تعطلت آلية إنتاج الطاقة لديها وماتت بطريقة جعلت بيئة الجهاز المناعي المحيطة أكثر عدائية. لذا، إذا كان حمض الأوليك قادرًا على دعم وتعزيز استجابات الخلايا التائية للأورام، فإن حمض البالمتيك فعل العكس تمامًا.

قال تو: "تشير النتائج إلى أنه يجب على مرضى السرطان تجنب حمض البالمتيك والتفكير في إضافة مكملات حمض الأوليك إلى وجباتهم الغذائية لتحسين النتائج السريرية للعلاجات السرطانية المعتمدة على خلايا غاما دلتا التائية".

على الرغم من أن هذه النتائج قد تم إثباتها في نماذج الفئران ومستنبتات الخلايا، إلا أنها تعزز حجة متنامية في مجال الأيض المناعي - كيف تشكل العناصر الغذائية السلوك المناعي - بأن بعض الدهون الطبيعية لها فوائد واسعة النطاق لصحة الخلية. وعلى العكس من ذلك، قد يسبب البعض الآخر ضررًا أكثر من النفع. تميل الأحماض الدهنية المشبعة - مثل حمض البالمتيك - إلى تعزيز الالتهاب والإجهاد التأكسدي، بينما تدعم الدهون غير المشبعة مثل حمض الأوليك إنتاج طاقة أنظف وبقاء الخلية لفترة أطول.

قال تو: "بالنسبة لمرضى السرطان، يشير هذا الاكتشاف إلى أن تغييرات بسيطة، مثل تناول المزيد من الأطعمة الغنية بحمض الأوليك (مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات) وتقليل حمض البالمتيك (الموجود في الأطعمة المصنعة وزيت النخيل واللحوم الدهنية)، يمكن أن تحسن فعالية علاجات السرطان". وأضاف: "تشير الدراسة أيضًا إلى استراتيجيات جديدة، مثل الجمع بين التغييرات الغذائية وأدوية معينة لزيادة تعزيز جهاز المناعة".

ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن نتائجهم لا ينبغي أن تُفسر على أنها ضوء أخضر للإفراط في تناول زيت الزيتون أو المكملات الغذائية، حيث لم يتم تكرار النتائج بعد في نموذج بشري. على الرغم من ذلك، تضيف الدراسة إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تدعم خطط التغذية المخصصة لتعزيز علاج السرطان، وتمهد الطريق لأدوية جديدة تستهدف العمليات المتأثرة بهذه الأحماض الدهنية لتعزيز علاجات خلايا غاما دلتا التائية.


المصدر: newatlas

النشرة البريدية

تواصل معانا وتابعنا على منصات التواصل الإجتماعي

Tiktok logolinkedin logoinstagram logofacebook logoyoutube logoX logoEmail icon
.Copyright Zyotwdhon. All Rights Reserved ©