تشهد سوق زيت النخيل الماليزي لحظة محورية، حيث تتلاقى المؤشرات الفنية والأساسية لتشير إلى نقطة دخول جذابة للمستثمرين. اعتبارًا من يوليو 2025، يتم تداول عقد زيت النخيل الآجل في بورصة ماليزيا (FCPO) عند مستوى 4,063 رينجيت للطن، مقتربًا من مستويات دعم ومقاومة حرجة. ويشير تراجع الضغوط على المعروض، وتعديلات السياسات الاستراتيجية، والإشارات الفنية الإيجابية إلى فرصة شراء محتملة.
التحليل الفني: توجه صاعد وسط ضعف في الزخم
تُظهر حركة السعر الأخيرة لعقود FCPO تقاطعًا فنيًا مهمًا، حيث أغلق السعر في 7 يوليو عند 4,063 رينجيت، مرتدًا من تصحيح بنسبة 10% منذ بداية 2025، مكوِّنًا شمعة صاعدة بعد فترة طويلة من التماسك العرضي.
مستويات فنية مهمة:
- المقاومة: 4,150 رينجيت (حرجة)، تليها 4,300.
- الدعم: 3,965 رينجيت (فوري)، ثم 3,850.
- المتوسط المتحرك لـ 200 يوم (عند 4,063) يشكل نقطة ارتكاز نفسية. الإغلاق المستمر فوق 4,150 قد يحوّل النظرة إلى صاعدة، بينما الكسر دون 3,965 قد يؤدي إلى تراجع نحو 3,850.
مؤشرات مركبة تشير إلى انتعاش محتمل رغم التباين:
- مؤشر Trend Seeker® يظهر إشارة "شراء" مع زخم ضعيف.
- تقاطع المتوسطات المتحركة 20-50 يوم (إشارة "شراء قوي")، ومؤشر Parabolic SAR (إشارة "شراء") يدعمان الصعود قصير المدى.
- التحدي الأساسي يتمثل في التغلب على إشارة "بيع" الصادرة من قناة Hilo للمتوسطات 10-8 أيام، وضعف الدعم من المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا.
العوامل الأساسية: تراجع فائض المعروض وتغيرات هيكلية تدعم الاتجاه الصاعد
رغم أن فائض المعروض على المدى القريب يشكل ضغطًا (المخزونات في ماليزيا بلغت مستوى قياسي عند 2.03 مليون طن في يونيو)، فإن العوامل الأساسية بدأت تميل لصالح المشترين:
1. عودة الطلب على التصدير
- خفض رسوم التصدير الماليزية في يوليو إلى 8.5% (من 9.5%) أعاد تنشيط الشحنات، مع ارتفاع الصادرات بنسبة 12% على أساس سنوي.
- الهند خفّضت رسوم الاستيراد في يونيو إلى 16.5%، مما أدى لانتعاش الواردات لتصل إلى 750 ألف طن (+77% من مارس).
- يتمتع زيت النخيل الماليزي بميزة تكلفة تتراوح بين 30–40% مقارنة بزيت الصويا في السوق الهندية.
- أفريقيا والشرق الأوسط يبرزان كمناطق نمو، حيث ارتفعت الواردات الأفريقية بنسبة 17% على أساس سنوي.
2. تراجع قيمة العملة يعزز القدرة التنافسية
- انخفاض قيمة الرينجيت الماليزي إلى 4.20 رينجيت/دولار يقلل من أسعار التصدير.
- أي تراجع إضافي نحو 4.23 رينجيت/دولار بنهاية العام قد يضيف 200 رينجيت/طن للأسعار، مما يعزز تنافسية زيت النخيل الماليزي مقارنة بالزيوت الأخرى.
3. قيود هيكلية على العرض في الأفق
- 30% من مزارع النخيل تتجاوز أعمارها 25 عامًا، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو في الإنتاج.
- إنتاج 2025/2026 من المتوقع أن يرتفع بنسبة 0.5% فقط ليبلغ 19.5 مليون طن.
- ضغوط الامتثال للاستدامة: فقط 86.5% من المزارع حاصلة على شهادة MSPO، ما يهدد بفقدان الوصول إلى سوق الاتحاد الأوروبي (الهدف 95% بحلول 2026).
- مخاطر ظاهرة النينيو: قد تؤدي إلى انخفاض الغلال بنسبة 10–15% في 2026، مما يضغط على الإمدادات العالمية.
4. تغيّرات في السياسات والجغرافيا السياسية
- تفويض B40 في إندونيسيا يحوّل 1.8 مليون طن سنويًا إلى وقود الديزل الحيوي المحلي، مما يقلل من المعروض للتصدير.
- الرسوم الجمركية الأمريكية على مشتقات زيت النخيل (تُطبق بدءًا من أغسطس 2025) تمثل خطرًا، لكن ماليزيا تتجه نحو أسواق بديلة مثل أمريكا اللاتينية والاتحاد الأوروبي عبر صادرات مستدامة.
التقاء المؤشرات الفنية والأساسية
- على المدى القصير: يستهدف المشترون اختراق مستوى 4,150 رينجيت، مما سيؤكد دور ضعف الرينجيت وتخفيض رسوم التصدير كمحفزات.
- على المدى الطويل: العوامل الهيكلية (الشيخوخة الزراعية، لوائح الاستدامة، النينيو) تدعم استهداف مستوى سعري بين 4,500–5,000 رينجيت/طن بحلول 2026–2027.
هل هذا هو الوقت المناسب للاستثمار في سوق زيت النخيل الماليزي؟
استراتيجية الاستثمار: توازن بين الحذر قصير المدى والتفاؤل طويل الأجل
- الشراء عند التراجعات: فتح مراكز شراء بين 3,965–4,000 رينجيت، مع وقف خسارة تحت 3,900.
- استهداف 4,150–4,300: اختراق مستوى 4,150 يلغي الزخم السلبي ويفتح الطريق نحو 4,300.
- تحوّط ذكي: استخدام الخيارات للتحوط من الانخفاض دون 3,850 أو قوة جديدة في الرينجيت.
المخاطر الواجب مراقبتها
- فائض المعروض: المخزونات فوق 2 مليون طن قد تحد من الأسعار ما لم ترتفع الصادرات بنسبة 20%.
- أسعار الزيوت المنافسة: يجب أن تظل أسعار زيت الصويا وفارق POGO (الذي تراجع إلى 165 دولارًا/طن) في مستويات مواتية.
- الطقس: متابعة تطورات ظاهرة النينيو وتأثيرها على غلال 2026.
الخلاصة
سوق زيت النخيل الماليزي عند نقطة انعطاف حاسمة. فرغم استمرار تقلبات المدى القصير نتيجة فائض المعروض والمخاطر الجيوسياسية، فإن تلاقي ضعف الزخم الفني مع دعم العملة والتحولات الهيكلية طويلة الأمد يُشكّل حالة مغرية للمشترين الاستراتيجيين. من يشتري دون مستوى 4,150 رينجيت ويراقب التطورات العالمية عن كثب، قد يستفيد من موجة صعود طويلة تدفعها قيود العرض والطلب المستدام المتزايد.
تحرك الآن، ولكن بحذر — فالصعود القادم يعتمد على اختراق مستوى 4,150 رينجيت.
المصدر: ainvest