قال محلل بارز في شؤون الطاقة يوم الخميس إن على إندونيسيا أن تتحرك بسرعة لتعزيز برنامجها للديزل الحيوي المعتمد على زيت النخيل في ظل تصاعد حالة عدم اليقين في سوق الطاقة العالمية. وتأتي هذه التحذيرات وسط توترات في الشرق الأوسط أعادت إثارة المخاوف بشأن طرق إمداد النفط العالمية، وفقًا لما نقله موقع Jakarta Globe.Id.
وكانت إيران قد ألمحت مؤخرًا إلى احتمال إغلاق مضيق هرمز — الممر المائي الحاسم لشحنات النفط العالمية — ردًا على ضربات أميركية استهدفت منشآتها النووية، مما أثار مخاوف من ارتفاع كبير في أسعار النفط. وعلى الرغم من أن الإغلاق لم يحدث، فإن مجرد التهديد يسلط الضوء على مدى هشاشة الدول التي لا تزال تعتمد بشكل كبير على واردات الوقود الأحفوري، مثل إندونيسيا.
وقال خبير الطاقة ساتيا ويديا نوجراها: "يجب أن تكون الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، رغم الهدنة الهشة بوساطة أميركية، بمثابة ناقوس خطر لنا". وأضاف: "علينا أن نتحرك بسرعة نحو الاستقلال في مجال الطاقة، وبرنامج الوقود الحيوي المستند إلى زيت النخيل هو خطوة رئيسية في هذا الاتجاه".
تُنفذ إندونيسيا حاليًا سياسة "B40"، التي تلزم بخلط 40% من زيت النخيل في وقود الديزل الحيوي. وتستهدف الحكومة رفع هذه النسبة إلى "B50" بحلول عام 2026، وصولًا إلى "B100"، حيث يكون الوقود الحيوي مشتقًا بالكامل من زيت النخيل.
وأضاف ساتيا خلال مناقشة في مجموعة B-Universe الإعلامية في تانغيرانغ: "الرئيس برابوو سوبانتو عبّر بوضوح عن دعمه لتطوير الطاقة الحيوية. برنامج B40 قيد التنفيذ بالفعل، وزيادة نسبة الخلط ستساعد في تقليل اعتمادنا على النفط المستورد".
وباعتبارها أكبر منتج لزيت النخيل في العالم، فإن إندونيسيا في موقع مثالي لتوسيع استخدام الوقود الحيوي. وقد خصصت الحكومة 15.6 مليون كيلولتر من الديزل الحيوي للتوزيع في عام 2025. ووفقًا لرابطة زيت النخيل الإندونيسية (GAPKI)، فقد تم استخدام حوالي 4.1 مليون طن من زيت النخيل لإنتاج الوقود الحيوي المحلي حتى أبريل من هذا العام.
ومع ذلك، لم تصدر البلاد أي كميات من الديزل الحيوي خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، مقارنة بـ40 ألف طن خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وأكد خوان برماتا أدوي، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة الإندونيسية (Kadin)، على أهمية الاعتماد على الذات. وعندما سُئل عن إمكانية تصدير الديزل الحيوي في ظل مخاطر الإمداد العالمي للنفط، دعا إلى الحذر قائلاً:
"يجب أن تكون أولويتنا تلبية الاحتياجات المحلية أولًا. هذا البرنامج يهدف إلى استبدال الوقود المستورد، وليس فقط لتحقيق إيرادات تصديرية"، حسب تعبيره.
واتفق الخبيران على أن تعزيز إنتاج الديزل الحيوي المعتمد على زيت النخيل لا يُعد خطوة واعية مناخيًا فحسب، بل يمثل أيضًا تحركًا استراتيجيًا لحماية إندونيسيا من تقلبات سوق الطاقة العالمي.