قفزت واردات الهند من زيت النخيل بنسبة 16% في أغسطس 2025 لتسجل أعلى مستوى لها منذ 13 شهرًا، حيث بلغت 993 ألف طن متري، مع تكثيف شركات التكرير مشترياتها استعدادًا لموسم الأعياد في البلاد.
يعكس هذا الارتفاع عمليات شراء استراتيجية مدفوعة بتنافسية أسعار زيت النخيل مقارنة بزيوت نباتية أخرى مثل زيت الصويا وزيت عباد الشمس، إلى جانب أنماط الاستهلاك الموسمية التي شجعت شركات التكرير وتجار التجزئة على زيادة مشترياتهم استعدادًا للطلب المتزايد على الحلويات والأطعمة المقلية خلال الأعياد.
تمثل هذه الزيادة في واردات زيت النخيل تطورًا مهمًا للهند، أكبر مستورد للزيوت النباتية في العالم، إذ تساعد في دعم المنتجين مثل إندونيسيا وماليزيا عبر تقليص فائض المخزونات لديهم.
ويقدّر المحللون أن واردات زيت النخيل في أغسطس كانت الأعلى منذ يوليو 2024، مما يشير إلى نمو قوي في الطلب في ظل ظروف سوق مواتية لزيت النخيل مقارنة بالبدائل مثل زيت الصويا.
وعلى النقيض من ارتفاع واردات زيت النخيل، تراجعت واردات زيت الصويا بنسبة 28% على أساس شهري لتسجل نحو 355 ألف طن، وهو أدنى مستوى في ستة أشهر، بينما ارتفعت واردات زيت عباد الشمس بنسبة 27% إلى 255 ألف طن، وهو أعلى مستوى في سبعة أشهر.
ومن اللافت أن الهند استوردت أيضًا 6,000 طن من زيت الكانولا في أغسطس، وهي أول كمية بهذا الحجم منذ ما يقرب من خمس سنوات.
بشكل عام، ارتفعت واردات الهند من الزيوت النباتية بنسبة 3.6% في أغسطس مقارنة بالشهر السابق، لتصل إلى نحو 1.6 مليون طن، وهو أعلى حجم منذ أكثر من عام.
يعكس ذلك تحولات ديناميكية في تفضيلات المستهلكين والصناعة، متأثرة باتجاهات الأسعار عبر الزيوت النباتية. ويشير خبراء الصناعة إلى أن السعر المنخفض نسبيًا لزيت النخيل مقارنة بزيت الصويا – رغم بعض التقلبات – هو العامل الأساسي وراء زيادة المشتريات.
واستفادت شركات التكرير من جدوى زيت النخيل الاقتصادية خلال الشهرين الماضيين بما يتماشى مع أنماط الاستهلاك المعتادة مع اقتراب موسم الأعياد.
وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع المعنيون أن تحافظ الهند على واردات زيت النخيل عند أكثر من 900 ألف طن في سبتمبر، مع ارتفاع واردات زيت الصويا أيضًا لتتجاوز 450 ألف طن.
وتستورد الهند معظم احتياجاتها من زيت النخيل من إندونيسيا وماليزيا، بينما يأتي زيت الصويا وعباد الشمس بشكل أساسي من الأرجنتين والبرازيل وروسيا وأوكرانيا.
ويسلط هذا الارتفاع في واردات زيت النخيل الضوء على السلوك الشرائي الاستراتيجي لشركات التكرير والمستهلكين في الهند، الذين يوازنون بين التكلفة والطلب والتوافر استعدادًا لمتطلبات موسم الأعياد، كما يعكس التحولات في سوق الزيوت النباتية عالميًا وسط تغيرات في ديناميكيات العرض.
ومع كون الاستهلاك في موسم الأعياد دافعًا لزيادات مؤقتة في الطلب وتكيف سلاسل الإمداد العالمية مع هذا التحول، يظل سوق الزيوت النباتية في الهند ديناميكيًا ومتأثرًا بالإيقاعات الاقتصادية والثقافية معًا.