للمرة الأولى، اشترى المستوردون الهنود زيت نخيل من كولومبيا وغواتيمالا، بعدما عرض المنتجون الذين لديهم فائض في المخزونات شحنات بأسعار مخفّضة بشكل كبير، وفقاً لأربعة مصادر تجارية مطلعة مباشرة على الأمر.
تسيطر إندونيسيا وماليزيا على إمدادات زيت النخيل عالمياً، وهما الموردان الرئيسيان للهند، التي استوردت 9 ملايين طن من زيت النخيل في موسم 2023/2024. أما كولومبيا وغواتيمالا، رابع وسادس أكبر منتجي زيت النخيل، فعادةً ما يصدّران فوائضهما إلى أوروبا وأمريكا الشمالية.
وأشار مسؤولون في الصناعة إلى أن زيادة الإنتاج في هذين البلدين في أميركا اللاتينية وقدرتهما على تحويل وجهة إمداداتهما قد يضغطان على أسعار عقود زيت النخيل الماليزي القياسية.
وقال تاجر مقيم في مومباي يعمل في شركة تجارة عالمية (رفض الكشف عن اسمه التزاماً بسياسة الشركة)، إن شحنات كولومبيا وغواتيمالا عُرضت بخصومات كبيرة على أساس "تسليم على ظهر السفينة" (FOB)، لضمان أن تظل تكاليفها عند وصولها إلى الموانئ الهندية أقل من أسعار الإمدادات القادمة من ماليزيا وإندونيسيا. وأضاف أن المستوردين الهنود يفضلون الشحنات السريعة، ورغم أن وقت الشحن من أميركا اللاتينية يصل إلى نحو 45 يوماً، إلا أن الخصومات كانت مغرية بما يكفي لجذبهم.
وذكر تاجر آخر من مومباي أن تكلفة زيت النخيل القادم من أميركا اللاتينية عند وصوله إلى الموانئ الهندية كانت أقل بأكثر من 10 دولارات للطن مقارنة بالإمدادات من إندونيسيا وماليزيا. ويُعرض حالياً زيت النخيل الخام (CPO) في الهند للتسليم في أكتوبر بسعر يقارب 1,165 دولاراً للطن، شاملاً التكلفة والتأمين والشحن (CIF).
وأوضح ساندويب باجوريا، الرئيس التنفيذي لشركة Sunvin Group للوساطة في مومباي، أن تكلفة الشحن من الأميركيتين تبلغ حوالي 90 دولاراً للطن، مقارنة بـ 45 دولاراً فقط من جنوب شرق آسيا. وأضاف أحد التجار في نيودلهي أن السفن ستُحمّل في موانئ أميركا اللاتينية خلال سبتمبر لتصل إلى ميناء كاندلا الهندي في أكتوبر.
وتُصدّر أميركا اللاتينية نصف إنتاجها البالغ 5 ملايين طن من زيت النخيل، وقد تفتح المشتريات الأولى للهند من المنطقة الباب أمام مزيد من الإمدادات، بحسب آشيش أشاريا، نائب رئيس شركة Patanjali Foods Ltd، أحد أبرز مستوردي الزيوت النباتية.
وأضاف أشاريا أن الطلب على زيت النخيل في ارتفاع وسيبقى قوياً في الأشهر المقبلة مع اقتراب موسم المهرجانات في الهند. يبدأ موسم المهرجانات في سبتمبر، حيث يزداد استهلاك الزيوت النباتية لإعداد الحلويات والأطعمة المقلية، فيما يتراجع الطلب مجدداً عادةً خلال أشهر الشتاء.
المصدر: رويترز