الهند تخفّض رسوم استيراد الزيوت النباتية الخام إلى 10% للسيطرة على الأسعار ودعم الطلب
معالجو فول الصويا يحذرون من تأثير القرار على مزارعي البذور الزيتية، وآخرون يرونه دافعًا لتوسيع التكرير المحلي
من المتوقع أن يؤدي القرار إلى خفض أسعار الزيوت النباتية، وزيادة الطلب، وبالتالي تعزيز مشتريات الهند من زيت النخيل وزيت الصويا وزيت دوار الشمس من الخارج.
في خطوة تهدف إلى كبح التضخم في قطاع الزيوت والدهون، خفّضت الهند الرسوم الجمركية الأساسية على الزيوت النباتية الخام والمكررة بمقدار 10 نقاط مئوية، مما سيساهم أيضًا في دعم صناعة التكرير المحلية.
وأوضحت الحكومة في إشعار رسمي أن الرسوم الجمركية الأساسية على زيت النخيل الخام، وزيت فول الصويا الخام، وزيت دوار الشمس الخام قد تم تخفيضها إلى 10% بدلًا من 20%.
وبالتالي، سينخفض إجمالي الرسوم المفروضة على هذه الزيوت الثلاثة إلى 16.5% مقارنة بـ 27.5% سابقًا، وذلك بعد احتساب "رسم تنمية البنية التحتية الزراعية" و"الرسوم الاجتماعية" الإضافية.
وفي أبريل 2025، انخفض معدل تضخم أسعار الغذاء (بحسب مؤشر أسعار المستهلك) إلى 1.78% فقط مقارنة بـ 2.69% في مارس 2025. وكانت الزيوت والدهون والفاكهة هما السلعتان الوحيدتان اللتان سجلتا تضخمًا مزدوج الرقم خلال أبريل.
وفي هذا السياق، رحّب "سودهكار ديساي"، رئيس جمعية منتجي الزيوت النباتية في الهند (IVPA)، بالقرار، قائلًا إن خفض رسوم الاستيراد الأساسية على الزيوت النباتية الخام من 20% إلى 10%، مع بقاء الرسوم الفعلية على الزيوت المكررة عند 35.25%، من شأنه أن يرفع الفارق الجمركي بين الخام والمكرر إلى 19.25%.
وأضاف: "إنه قرار جريء يساهم في دعم مبادرة ’صُنع في الهند‘، ويحول دون تدفق الزيوت المكررة التي تُلحق ضررًا بطاقة التكرير المحلية. كما يعزز من قدرة المصافي المحلية، ويضمن أسعارًا عادلة لكل من المزارعين والمستهلكين".
وبحسب بيانات IVPA، قفزت واردات زيت النخيل المكرر من 458 ألف طن بين يونيو وسبتمبر 2024 إلى 824 ألف طن بين أكتوبر 2024 وفبراير 2025، ما يمثل حوالي 30% من إجمالي واردات زيت النخيل خلال تلك الفترة.
كما أشارت الجمعية إلى أن اتفاقية التجارة الحرة لجنوب آسيا (SAFTA) التي تتيح دخول الزيوت المكررة من دول مجاورة دون رسوم، تسببت في إغراق السوق الهندية، مستفيدة من الفارق الكبير في الرسوم.
لكن لم يتفق الجميع على جدوى القرار. إذ قالت رابطة معالجي فول الصويا الهندية (SOPA) ومقرها إندور، في بيان، إن خفض الرسوم على الزيوت النباتية يُعد "ضربة" لقطاع التكسير المحلي ولمزارعي البذور الزيتية.
وأضافت SOPA أن هذا القرار يخدم مصالح لوبي الاستيراد على حساب الصناعة المحلية، ويعد انتكاسة كبيرة لهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الزيوت النباتية.
وختم البيان متسائلًا: "من المفاجئ أن تتخذ الحكومة مثل هذا القرار بعد يوم واحد فقط من رفع سعر الدعم الأدنى (MSP)".