ارتفاع تكاليف الإنتاج يجهض مبادرة خفض أسعار الزيوت في مصر

زيت النخيل أصبح وقودا لسيارات السباقات
November 29, 2025

لم يدم شعور المستهلكين بالارتياح تجاه انخفاض أسعار الزيوت طويلاً؛ فبعد فترة وجيزة من الاستقرار النسبي، عادت موجة الغلاء لتلقي بظلالها مجدداً على الفواتير اليومية. بدأ هذا التحول فعلياً مع انسحاب الشركات من المبادرة الحكومية لخفض الأسعار في الثاني من نوفمبر الجاري، وذلك بعد مرور 60 يوماً فقط على انطلاقها.

وقد شهدت الأسواق قفزة فورية في أسعار الجملة والتجزئة، وسط توقعات من التجار بزيادات إضافية. يعكس هذا المشهد ضغوطاً متزايدة ناتجة عن تضخم تكاليف الإنتاج المعتمدة على خامات مستوردة، مما يضع السوق بين مطرقة ميزانيات الأسر وسندان التكلفة الصناعية.

قفزات سعرية في الأسواق

رصدت جولة ميدانية لـ "إيكونومي بلس" زيادات فعلية في الأسواق، حيث:

  • ارتفعت أسعار الزيوت "الخليط" في أسواق الجملة بقيمة تتراوح بين 3 إلى 5 جنيهات.
  • وصل سعر العبوة (سعة 1 لتر) لبعض الأصناف إلى 70 جنيهاً، وبدأ تجار التجزئة في تطبيق هذه الزيادة مع مطلع الأسبوع.
  • أفاد أصحاب متاجر التجزئة بأن الوكلاء أبلغوهم بزيادات مرتقبة، رغم بقاء بعض الأرصدة القديمة بأسعار سبتمبر المنخفضة.

أما على صعيد أسعار "الكرتونة"، فقد سجلت البيانات التالية:

  • كرتونة (عبوات 700 مللي): ارتفعت بنسبة تتجاوز 13% لتسجل 633 جنيهاً.
  • كرتونة (عبوات 1 لتر): صعدت إلى 864 جنيهاً.
  • كرتونة (عبوة 2.1 لتر): سجلت 601 جنيه.
  • السمن النباتي: زاد سعر كرتونة النصف كيلو (12 عبوة) إلى 424 جنيهاً، وكرتونة الكيلو (6 عبوات) إلى 387 جنيهاً، بينما سجلت كرتونة الكيلو (12 عبوة) نحو 772 جنيهاً.

أسباب الأزمة: الاستيراد وتكلفة الخام

يرجع "أيمن قرة"، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية، الأزمة إلى اعتماد صناعة الزيوت في مصر على استيراد أكثر من 90% من خامات الإنتاج. وأوضح أن هذا الاعتماد يربط التكلفة مباشرة بالبورصات العالمية، التي شهدت ارتفاعاً في الأسعار بنحو 15% خلال الفترة من مايو إلى نوفمبر من العام الجاري.وأضاف قرة أن انضمام الشركات للمبادرة تزامن مع تراجع سعر الدولار، إلا أن الارتفاع الكبير في أسعار الخامات عالمياً التهم هذا التراجع.

بيانات العرض والاستهلاك

وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية، من المتوقع أن يصل استهلاك مصر من زيوت (الصويا، دوار الشمس، والنخيل) إلى 2.49 مليون طن في العام المالي 2025/2026، بزيادة سنوية قدرها 2.9%.وتعتمد مصر في توفير الزيوت النباتية على تكرير الزيوت الخام المستوردة أو عصر البذور الزيتية محلياً. وتستورد مصر سنوياً:

  • 9 ملايين طن من الذرة الصفراء.
  • 4.2 مليون طن من بذور الصويا.
  • 40 ألف طن من زيت دوار الشمس.

خسائر القطاع الخاص وضغوط التنافسية

تشير البيانات التجارية إلى ارتفاع متوسط أسعار خامات الزيوت محلياً بأكثر من 8000 جنيه للطن في الفترة (مايو - نوفمبر)، وسجلت الأسعار المستويات التالية:

  • زيت الصويا: تراوح بين 57 و62 ألف جنيه للطن (للأصناف الخام، المنزوعة، والمكررة).
  • زيت الذرة: ارتفع إلى 69 ألف جنيه للطن.
  • زيت دوار الشمس: وصل إلى 70 ألف جنيه للطن.
  • زيوت الأولين (الخليط): صعدت إلى 55.5 ألف جنيه للطن.

وأكد "قرة" أن شركات القطاع الخاص تكبدت خسائر في زيوت الخليط نتيجة البيع بأقل من التكلفة، مشيراً إلى أن هامش الربح في هذا القطاع ضئيل جداً (بين 1% و3%)، ويتأثر بشدة بمبادرات خفض الأسعار.كما تواجه الشركات منافسة شرسة من "الزيت التمويني" المدعم، حيث تطرح وزارة التموين 70 مليون زجاجة شهرياً لـ 64 مليون مستفيد بأسعار ثابتة (30 جنيهاً لعبوة 800 مل، و27 جنيهاً لعبوة 700 مل)، مما يحد من قدرة القطاع الخاص على تمرير كامل الزيادة في التكلفة إلى المستهلك.


المصدر: إيكونومي بلس

النشرة البريدية

تواصل معانا وتابعنا على منصات التواصل الإجتماعي

Tiktok logolinkedin logoinstagram logofacebook logoyoutube logoX logoEmail icon
.Copyright Zyotwdhon. All Rights Reserved ©