قال وزير الشؤون الاقتصادية الإندونيسي، إيرلانغا هارتارتو، يوم الإثنين، إن أوروبا ستسمح لإندونيسيا بتصدير زيت النخيل إلى أسواقها بنسبة رسوم جمركية تبلغ صفر بالمائة، وذلك في إطار مفاوضات اللحظة الأخيرة لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA).
وكان الاتحاد الأوروبي وإندونيسيا قد توصلا مؤخرًا إلى اتفاق سياسي للتقدم في مفاوضات اتفاقية CEPA. وقد شكّل ملف تجارة زيت النخيل نقطة توتر في العلاقات بين الجانبين، خاصة بعد أن واجهت صادرات إندونيسيا من هذا المنتج الرئيسي عقبات تنظيمية، حيث قرر الاتحاد الأوروبي فرض قيود على واردات زيت النخيل من خلال اشتراط أن يثبت التجّار أن منتجاتهم لا تأتي من أراضٍ أُزيلت غاباتها. ومن المقرر أن يدخل هذا القانون المعروف باسم "EUDR" حيّز التنفيذ نهاية هذا العام بالنسبة للشركات المتوسطة والكبيرة.
وكشفت جاكرتا أن الاتحاد الأوروبي وافق على خفض الرسوم المفروضة على زيت النخيل الإندونيسي إلى 0% ضمن الاتفاقية المرتقبة.
وقال إيرلانغا خلال منتدى Investor Daily Roundtable في جاكرتا:
"كانت الجولات الأخيرة من مفاوضات CEPA تتركز حول زيت النخيل. في البداية، رفض الاتحاد الأوروبي إدراج زيت النخيل في الاتفاقية على الإطلاق، ولهذا السبب وضعوا لائحة EUDR، لكن اتضح أنهم بحاجة فعلًا إلى زيت النخيل الإندونيسي."
وأضاف:
"لذلك، وافقوا على أن تكون الرسوم الجمركية على زيت النخيل الإندونيسي صفر بالمائة."
وأشار الوزير إلى أن الجانبين اتفقا على تطبيق نظام الحصص الجمركية على تجارة زيت النخيل، حيث سيتم تحديد كمية معينة من الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي تستفيد من الإعفاء الكامل من الرسوم، فيما ستُفرض رسوم جمركية بنسبة 3% على أي كميات تتجاوز هذا الحد.
وأوضح:
"طلب منا الاتحاد الأوروبي تطبيق هذا النظام على زيت النخيل الخام وزيت نوى النخيل... وبالطبع، فإن رسوم 3% أقل بكثير من الـ19% التي ستفرضها الولايات المتحدة علينا."
وذكر إيرلانغا أن الاتحاد الأوروبي سيسرّع عملية التصديق على هذه الاتفاقية المنتظرة، معربًا عن أمل جاكرتا في دخولها حيّز التنفيذ العام المقبل. وستمكّن اتفاقية CEPA نحو 80% من صادرات إندونيسيا إلى الاتحاد الأوروبي من الاستفادة من إعفاء جمركي كامل. وقد بلغت قيمة تجارة السلع بين الجانبين حوالي 27.3 مليار يورو (نحو 31.9 مليار دولار) في عام 2024، منها 17.5 مليار يورو واردات أوروبية من إندونيسيا.
وتنص لائحة EUDR على وجوب تقديم إحداثيات جغرافية لمواقع زراعة زيت النخيل، وهو مطلب اعتبرت إندونيسيا أنه يشكّل عبئًا على صغار المزارعين. وقد دعت الحكومة الإندونيسية الاتحاد الأوروبي للاعتراف بشهادة "زيت النخيل المستدام الإندونيسي" (ISPO)، والتي تُعد إلزامية للمنتجين والمصنعين في القطاع، بما في ذلك العاملين في مجالات المعالجة الصناعية وإنتاج الوقود الحيوي.
ولمّح إيرلانغا إلى أن الاتحاد الأوروبي وافق على الاعتراف بشهادة ISPO، قائلًا إن بلاده "أنهت بالفعل إشكالية الإحداثيات الجغرافية".
وتُعد هذه التطورات في اتفاقية CEPA بين إندونيسيا والاتحاد الأوروبي أنباءً إيجابية في ظل تصاعد الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قد اعترفت بأن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تنويع أسواقه في مواجهة السياسات التجارية الأمريكية الجديدة.
وقالت فون دير لاين قبل أسابيع خلال استقبالها الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو في بروكسل:
"إن هذا الاتفاق السياسي الكبير والمهم بشأن اتفاقية التجارة الحرة مع إندونيسيا يُعد خطوة متقدمة ضخمة. وهو يوضح أننا نسعى إلى أسواق جديدة ومنفتحة."