سجّل الديوان الوطني للزيت تطورًا إيجابيًا في صادرات زيت الزيتون خلال السبعة أشهر الأولى من الموسم (من نوفمبر 2024 حتى نهاية مايو 2025)، حيث بلغت الكميات المصدرة 207 آلاف طن، بعائدات قدرها 2.8 مليار دينار تونسي. وتُعد هذه الأرقام مشجعة، مع توقعات بتسجيل مستويات قياسية جديدة في صادرات الزيوت المعلبة، التي تُوجّه حاليًا إلى أكثر من 60 سوقًا حول العالم، تتصدرها الأسواق الأوروبية، خاصة إيطاليا وإسبانيا.
شهد زيت الزيتون التونسي مؤخرًا حضورًا قويًا في عدد من المسابقات الدولية، ما ساهم في دعم صادراته نحو أسواق جديدة، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية. وقد ساعد تتويج تونس بالمركز الأول في مسابقة دولية في ميامي، بحصولها على 55 ميدالية ذهبية و3 فضيات في فئة الجودة، و17 ميدالية ذهبية في فئة الصحة، في تعزيز صادراتها نحو السوق الأمريكية، التي تستورد سنويًا نحو 400 ألف طن من زيت الزيتون.
في عام 2025، فاز 57 منتجًا تونسيًا لزيت الزيتون بعدة جوائز في مسابقة إسطنبول الدولية، منها 44 ميدالية ذهبية. كما نال الزيت التونسي 60 ميدالية ذهبية و4 فضيات في المسابقة الأفروآسيوية في أبوظبي، ما يفتح آفاقًا أكبر أمام الأسواق الآسيوية، التي تُعد حذرة تجاه المنتجات البيولوجية.
أما في اليابان، فقد حصل زيت الزيتون التونسي على 16 ميدالية (منها 9 ذهبية و6 فضية) في مسابقة "OLIVE JAPAN 2025"، إلى جانب المرتبة الثانية عالميًا في مسابقة "ماريو سوليناس"، و30 ميدالية ذهبية في المسابقة الإسكندنافية، ما دفع مركز النهوض بالصادرات إلى تكثيف الترويج لهذا المنتج خلال معرض OSAKA 2025.
رغم النجاحات المتواصلة على مستوى الجوائز وجودة المنتجات، فإن عائدات تصدير زيت الزيتون سجّلت تراجعًا بنسبة 31%، لتبلغ 3.03 مليار دينار نهاية يونيو 2025، مقارنة بـ 4.39 مليار دينار في نفس الفترة من 2024، وفقًا للمرصد الوطني للفلاحة.
كما أن 80.3% من العائدات جاءت من الزيت السائب، مقابل 19.7% فقط من الزيت المعلب.
أظهرت البيانات أيضًا أن سعر زيت الزيتون عند التصدير تراجع بنسبة 49.1% خلال شهر يونيو 2025، حيث تراوح سعر الكيلوغرام بين 6.8 دينار و17.8 دينار.
وشكل الزيت المعلب 13.6% فقط من الكميات المصدّرة، في حين أن 86.4% تم تصديرها في شكل زيت سائب، معظمها من فئة الزيوت البكر الممتازة.
بلغت صادرات تونس من زيت الزيتون البيولوجي خلال هذا الموسم حوالي 45 ألف طن، بعائدات تجاوزت 610 مليون دينار، منها 6% فقط زيت معلب.
ويمثل زيت الزيتون البيولوجي فرصة فريدة لتونس نظرًا لغياب المنافسة العالمية في هذا المجال، ما يجعله بوابة واعدة نحو الأسواق الآسيوية، خاصة اليابان والصين التي تبحث عن منتجات طبيعية وعضوية.
في ظل المنافسة الشرسة في الأسواق العالمية، يبقى دور الدبلوماسية الاقتصادية حاسمًا في دعم وتسويق زيت الزيتون التونسي عالميًا. ويُمكن أن يكون زيت الزيتون البيولوجي، الذي تتميز به تونس، ورقة رابحة لاختراق أسواق جديدة وتعزيز العائدات.
المصدر: mosaique fm