تتزايد المخاوف بشأن التراجع الكبير في أسعار زيت الزيتون من منشئه مع اقتراب موسم الحصاد 2025/2026، ما دفع إلى دعوات لتفعيل آلية سحب الفائض من السوق وفقًا للائحة الأوروبية 1308/2013، لتفادي مزيد من الانهيار في الأسعار.
لكن شركة الاستشارات المتخصصة في زيت الزيتون "فيلكون" ترى أن الوقت لا يزال مبكرًا لاتخاذ مثل هذا الإجراء، إذ لم تصل الأسعار بعد إلى مستويات حرجة تستدعي التدخل.
ووفقًا لبيانات "إنفا أوليفا" (Infaoliva)، فقد تراجعت أسعار زيت الزيتون عند المنشأ إلى أدنى مستوياتها منذ يونيو 2022، حيث بلغ سعر زيت الزيتون البكر الممتاز 3.358 يورو للكيلوغرام، والبكر العادي 3.092 يورو، فيما وصل زيت "لامبانتي" إلى 2.953 يورو.
دعت منظمة "كوبراتيفاس أغرو-أليمينتارياس أندالوسيا" (اتحاد التعاونيات الزراعية في الأندلس) إلى تفعيل المادة 167 من اللائحة الأوروبية، والتي تتيح آلية السحب الإجباري لزيت الزيتون عند وجود خلل واضح في توازن السوق.
وكتبت على موقعها:
"هذه الآلية ضرورية لضبط المعروض دون التأثير سلبًا على استدامة مزارع الزيتون، خاصة الأكثر هشاشة منها مثل تلك المعتمدة على الزراعة البعلية (الغير مروية)، والتي تشكل أكثر من 70% من المساحات المزروعة."
من جانبه، حذر "خوان فيلار"، الرئيس التنفيذي لشركة "فيلكون"، من أن تفعيل هذه الآلية في الوقت الحالي قد يساهم في تعميق الاتجاه الهبوطي للأسعار.
وأضاف:
"لا نعرف بعد حجم إنتاج الموسم القادم، ومن السابق لأوانه استخدام أدوات تؤثر بشكل مصطنع على الأسعار."
وأوضح أن الأسعار التي يمكن عندها تفعيل آلية التخزين الأوروبية الحالية هي:
وأضاف:
"الأسعار الحالية لم تصل بعد إلى تلك المستويات الحرجة."
في حال تفعيلها، تقوم آلية التخزين عبر مناقصات سوقية، يتقدم فيها المنتجون بعروض لتخزين كميات من زيت الزيتون البكر أو البكر الممتاز في صهاريج مغلقة لمدة لا تقل عن 180 يومًا، وفقًا لسعر تحدده المفوضية الأوروبية.
وبعد انتهاء المدة:
ويهدف هذا الإجراء إلى "تجميد" جزء من المعروض مؤقتًا، وبالتالي الحد من تدهور الأسعار.
تشير توقعات بعض الأطراف في الأندلس إلى أن إنتاج زيت الزيتون قد يصل إلى 1.6 مليون طن متري في موسم 2025/2026، مما سيزيد من الضغوط على الأسعار.
بالنسبة للمنتجين المتوسطين والكبار، فإن انخفاض الأسعار دون 3 يورو/كغ يجعل العمليات غير مجدية اقتصاديًا. أما صغار المنتجين، فيرون أن الأسعار دون 7 يورو/كغ غير مستدامة، رغم أنهم غالبًا ما يركزون على الجودة ويبيعون بأسعار أعلى من السوق.
وفقًا لوزارة الزراعة والثروة السمكية والأغذية الإسبانية، بلغ مخزون زيت الزيتون في إسبانيا 762,800 طن بعد أول 8 أشهر من موسم 2024/2025، بزيادة 55% عن الفترة نفسها من العام الماضي، و8% فوق متوسط السنوات الأربع السابقة.
ومن المتوقع أن تبدأ إسبانيا موسم 2025/2026، الذي ينطلق في 1 أكتوبر، بمخزون يتجاوز قليلاً 400 ألف طن، وهو متوسط السنوات الأربع الأخيرة.
واختتمت "كوبراتيفاس أندالوسيا" بالقول:
"يجب تفعيل آلية السحب الإجباري عندما تتجاوز القيمة المقدّرة لتوافر زيت الزيتون (الإنتاج + المخزون + الواردات) متوسط حجم التصريف في السوق المحلي والتصدير."
المصدر: olive oil times
