رغم أنه يُعد لاعبًا صغيرًا في سوق الزيوت والدهون العالمية الواسع، إلا أن زيت جوز الهند شهد تحركات كبيرة في الأشهر الأخيرة، حيث قفزت أسعاره في الولايات المتحدة إلى نحو 150 سنتًا للرطل في أوائل أبريل، أي بزيادة قدرها 127٪ عن متوسط الأسعار خلال السنوات الخمس الأخيرة، وفقًا لبيانات نشرتها شركة Sosland Publishing.
وقال أليكس نورتون، رئيس شركة Beeson & Associates, Inc.:
"شهد زيت جوز الهند أداءً قويًا للغاية خلال الأشهر الماضية مع تراجع الإنتاج لدى كبار المصدرين وثبات الطلب."
ويُستخرج زيت جوز الهند من اللب الداخلي لثمرة جوز الهند البنية، ويستخدم تجاريًا في العديد من القطاعات الغذائية والصناعية مثل المخبوزات ومستحضرات التجميل. لكن الأحوال الجوية السيئة في إندونيسيا والفلبين - وهما أكبر منتجي زيت جوز الهند في العالم - أثرت سلبًا على الإنتاج. وتوقعت وزارة الزراعة الأمريكية، في تقرير "أسواق وتجارة البذور الزيتية العالمية" الصادر في 10 أبريل، أن يبلغ إنتاج زيت جوز الهند العالمي لموسم 2024-2025 نحو 3.65 مليون طن، بانخفاض 6٪ عن 3.9 مليون طن في موسم 2023-2024. في المقابل، استمر الطلب على المنتج في النمو، مما دعم ارتفاع الأسعار بنسبة 87٪ في الولايات المتحدة مقارنة بالعام الماضي.
ومن أبرز العوامل الدافعة للطلب كانت القفزة الكبيرة في أسعار حبوب الكاكاو. ففي ديسمبر، سجلت عقود الكاكاو الآجلة في بورصة ICE الأمريكية مستوى قياسيًا بلغ 12,931 دولارًا للطن، بزيادة 177٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. ورغم تراجع الأسعار لاحقًا عن ذروتها، فإنها ما تزال مدعومة بفعل تقارير عن نقص المحاصيل وبيانات الطحن التي أظهرت استمرار قوة الطلب على منتجات الكاكاو.
ولتخفيف أثر ارتفاع التكاليف والحفاظ على هامش الأرباح، لجأ العديد من مصنعي الشوكولاتة والحلويات إلى إعادة تركيب منتجاتهم باستخدام بدائل مناسبة. ويعد زيت جوز الهند، بخصائصه المشابهة في الذوبان والإحساس في الفم، بديلاً معروفًا لزبدة الكاكاو. وعلى الرغم من ارتفاع أسعاره، لا يزال زيت جوز الهند أرخص من زبدة الكاكاو. ونظرًا لاحتواء منتجات الشوكولاتة عادةً على نحو 30٪ من زبدة الكاكاو، فإن هذا الفرق في التكلفة يعتبر كبيرًا. كما تسمح القوانين الأمريكية باستخدام مصطلحات مثل "بطعم الشوكولاتة" أو "شوكولاتي" على أغلفة المنتجات التي تستخدم بدائل زبدة الكاكاو لتحقيق تجربة شبيهة بالشوكولاتة في المنتجات المركبة دون الاعتماد الكامل على الكاكاو.
ويُعد زيت النخيل أيضًا بديلاً مقبولًا لصناعة الشوكولاتة، إذ أنه مثل زيت جوز الهند، من الدهون اللوريكية ويتمتع بخصائص ذوبان وإحساس مشابهة لزبدة الكاكاو. إلا أن أسعار زيت النخيل شهدت أيضًا ارتفاعًا كبيرًا في ديسمبر، تزامنًا مع قفزة أسعار الكاكاو. ورغم بدء تراجع أسعار زيت النخيل، إلا أن المخاوف المتعلقة بتراجع الإنتاج بفعل الأحوال الجوية وانخفاض المخزونات قد تبقي الأسعار مدعومة. كما أن ارتباط زيت النخيل بمشاكل إزالة الغابات جعل العديد من الشركات الغذائية، خاصة تلك التي تروج للمنتجات النظيفة أو المستدامة، تتردد في اعتماده كبديل.
ورغم شعبية زيت جوز الهند، فإن توسيع إنتاجه مهمة صعبة، مما يعد من العوامل الإضافية لدعم ارتفاع الأسعار. فكما هو الحال مع نخيل الزيت، تحتاج زراعة المزيد من أشجار جوز الهند إلى إزالة الغابات والنباتات الأصلية في المناطق الاستوائية.
وقال نورتون:
"لا يستطيع المزارعون إضافة مساحات جديدة من سنة لأخرى استجابة لارتفاع الأسعار كما هو الحال مع المحاصيل الحقلية. فالأشجار تحتاج إلى عدة سنوات حتى تنضج وتبدأ الإنتاج. إضافة إلى ذلك، فإن القوانين البيئية ومخاوف إزالة الغابات تجعل التوسع مهمة صعبة أو مستحيلة في بعض الأحيان."
ومع توقع بقاء الطلب قويًا واستمرار محدودية فرص التوسع في الإنتاج، قال نورتون إنه لا يتوقع حدوث انخفاض حاد في الأسعار عن مسارها التصاعدي الحالي.
المصدر: supermarketperimeter
