قفزت أسعار الزبدة في نيوزيلندا بنسبة 65% هذا العام حتى شهر مارس، وفقًا لبيانات "إحصاءات نيوزيلندا" التي نقلتها صحيفة "ذا غارديان".
وعلى الرغم من أن صناعة الألبان تُعد الأكبر من حيث الصادرات في البلاد، أظهرت الأرقام الأخيرة أن متوسط سعر الزبدة المحلية (500 غرام) ارتفع إلى 7.42 دولار نيوزيلندي (ما يعادل 4.50 دولار أمريكي)، أي بزيادة تقارب 3 دولارات نيوزيلندية (1.82 دولار أمريكي) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبسبب هذا الارتفاع الكبير، بدأ سكان نيوزيلندا بقيادة سياراتهم لساعات طويلة بحثًا عن زبدة أرخص، أو طلبها من أستراليا، أو حتى إنتاجها منزليًا، بحسب تقرير نُشر في 7 يونيو.
وقد شوهدت طوابير في متجر "كوستكو" بمدينة أوكلاند لشراء كميات كبيرة من كتل الزبدة الأرخص، ما دفع المتجر إلى تحديد الحد الأقصى للشراء بـ30 قطعة لكل متسوق.
ولجأ بعض المواطنين إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتعليم الآخرين كيفية صنع الزبدة في المنزل، في حين أبلغت المخابز في مختلف أنحاء البلاد عن اضطرارها إلى رفع الأسعار أو مواجهة خطر الإغلاق، حسب التقرير.
وقالت "لويلا بنيال"، مالكة مخبز "كايز بيكري" في منطقة ساوثلاند، إنها تشعر بالإحباط بسبب اضطرارها لاستيراد بدائل أرخص، رغم أنها تعيش في بلد يُنتج كميات كبيرة من الألبان.
تُعد نيوزيلندا أكبر مُصدّر للألبان في العالم، حيث تُنتج ثلث تجارة الألبان العالمية. وتُقدّر قيمة هذا القطاع بنحو 11.3 مليار دولار نيوزيلندي (6.86 مليار دولار أمريكي)، أي ما يعادل 3.2% من الناتج المحلي الإجمالي، كما يلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد المحلي.
وقال "براد أولسن"، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفومتريكس"، إن مشاكل الإمدادات العالمية والطلب المرتفع على منتجات نيوزيلندا ترفع الأسعار المحلية.
ومع تصدير نحو 95% من منتجات الألبان النيوزيلندية، فإن السوق العالمية هي التي تُحدد الأسعار المحلية، بحسب ما نقلته "ذا غارديان".
ووصف أولسن هذا الوضع بأنه "سيف ذو حدين"، إذ إن الأسعار المرتفعة تُفيد الاقتصاد، لكنها تُشكل عبئًا على المستهلكين المحليين.