تقوم شركة في مدينة باتافيا بولاية إلينوي الأمريكية بصنع الزبدة بطريقة غير مسبوقة. لا حيوانات، لا نباتات، لا زيوت؛ هذه الزبدة مصنوعة من الكربون.
النهج المبتكر الذي يركز على الاستدامة حظي بموافقة ودعم الملياردير بيل جيتس.
تبدو، وتفوح منها الرائحة، وتذوق مثل الزبدة التي نعرفها جميعًا، ولكنها تُنتَج دون الحاجة إلى الأراضي الزراعية أو الأسمدة أو الانبعاثات المرتبطة بالطريقة التقليدية.
تتم هذه العملية غير المسبوقة في منشآت شركة "سيفور" Savor في منطقة صناعية بضواحي غرب شيكاغو.
قالت كاثلين ألكسندر، الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية للشركة:
"أنت تستخدم هذا الغاز الآن لطهي طعامك، ونحن نقترح أن نستخدم هذا الغاز أولاً لصنع طعامك."
تعتمد تقنية الشركة الرائدة على الكربون والهيدروجين لصنع قوالب زبدة يمكن لأي شخص التعرف عليها.
وقال جوردان بيدن-تشارلز، عالم الأغذية في الشركة:
"إنه أمر مبتكر حقًا، أن نصنع طعامًا يبدو ويذوق ويشعر تمامًا مثل زبدة الألبان، لكن دون أي زراعة على الإطلاق."
وبدون قائمة مكونات طويلة يصعب على الشخص العادي نطقها.
وأضاف بيدن-تشارلز:
"إنها في الأساس دهوننا، مع بعض الماء، وقليل من الليسيثين كمستحلب، وبعض النكهات والألوان الطبيعية."
كيف تعمل العملية؟
الدهون تتكون من سلاسل من الكربون والهيدروجين. الهدف هو تكرار هذه السلاسل دون حيوانات أو نباتات — وقد نجحوا في ذلك.
بشكل مبسط، تقول الشركة إنها تأخذ ثاني أكسيد الكربون من الهواء والهيدروجين من الماء، ثم تسخنهما، وتؤكسدهما، لتحصل في النهاية على مادة تشبه شمع الشموع لكنها في الحقيقة جزيئات دهنية مشابهة لتلك الموجودة في اللحم البقري أو الجبن أو الزيوت النباتية.
العملية بأكملها لا تطلق أي غازات دفيئة، ولا تستخدم أي أراضٍ لإطعام الأبقار، ورغم مظهرها الصناعي، فإنها تترك بصمة بيئية أصغر بكثير.
وقالت ألكسندر:
"بالإضافة إلى أن البصمة الكربونية لهذه العملية أقل بكثير، فإن البصمة الأرضية تقل بحوالي ألف مرة عما تحتاجه الزراعة التقليدية."
وماذا عن الطعم؟
الجواب: يشبه بشكل مدهش الزبدة التي نعرفها ونحبها.
كما تؤكد الشركة أنها لا تستخدم أي زيت نخيل في إنتاج الزبدة، نظرًا لأن زيت النخيل يعد مساهمًا كبيرًا في إزالة الغابات وتغير المناخ.
من بين 51 مليار طن من غازات الاحتباس الحراري المنبعثة سنويًا، يأتي 7% من إنتاج الدهون والزيوت من الحيوانات والنباتات، وهو ما تقول الشركة إنه يجعل عمليتها الخيار الأكثر صداقة للمناخ.
التسويق والخطط المستقبلية
تعمل الشركة حاليًا بشكل مباشر مع المطاعم والمخابز وموردي الأغذية، وتخطط لطرح شوكولاتة مصنوعة بزبدتها بحلول موسم عطلات 2025.
ويتوقع أن يتمكن المستهلك العادي من شرائها في المستقبل القريب.
وقالت ألكسندر:
"نتوقع أن يتوفر منتج Savor Butter، بشكله الحالي أو مع شركائنا، على أرفف المتاجر بحلول عام 2027 تقريبًا."
فريق العمل في باتافيا ومختبر الشركة في سان خوسيه بولاية كاليفورنيا يحظيان بدعم الملياردير جيتس، الذي كتب في مدونته:
"قد تبدو فكرة التحول إلى دهون وزيوت مصنوعة في المختبر غريبة في البداية، لكن إمكانيتها في تقليل بصمتنا الكربونية هائلة."
وتؤمن الشركة أن الزبدة يمكن أن تُحدث فرقًا.
واختتمت ألكسندر:
"الأمر يتعلق حقًا بكيفية إطعام نوعنا البشري وفي الوقت نفسه شفاء كوكبنا."
المصدر: CBS