قالت مصادر مطلعة إن كانبيرا باتت قريبة من التوصل إلى اتفاق مع بكين يسمح للموردين الأستراليين بشحن خمس شحنات تجريبية من الكانولا إلى الصين، في خطوة تمهد لإنهاء تجميد طويل الأمد في هذا التبادل التجاري.
وتُعد الصين أكبر مستورد للكانولا في العالم، وتعتمد تقريبًا بشكل كامل على وارداتها من كندا، إلا أن هذه الإمدادات قد تتعرض للتقييد بسبب تحقيق لمكافحة الإغراق تجريه بكين حاليًا. وكانت الصين قد فرضت هذا العام رسومًا جمركية بنسبة 100% على وجبة وزيت الكانولا الكندي، وسط توترات دبلوماسية متصاعدة.
أما أستراليا، ثاني أكبر مصدر للكانولا في العالم، فقد تم استبعادها من السوق الصينية منذ عام 2020، ويرجع ذلك في الغالب إلى القواعد الصينية الهادفة لمنع انتشار مرض فطري يصيب النباتات. لكن من المحتمل أن تؤدي هذه الشحنات التجريبية إلى إعادة فتح السوق أمام أستراليا وتقليص حصة كندا السوقية.
وبحسب مصدرين من قطاع الزراعة الأسترالي على اطلاع بالمفاوضات، فإن المسؤولين الصينيين والأستراليين يقومون حاليًا بوضع اللمسات الأخيرة على إطار عمل لتلبية المتطلبات الصحية النباتية التي تفرضها بكين، والموجهة لمنع انتشار مرض "البلاكليج" (blackleg).
وقال أحد المصادر:
"يبدو أننا وجدنا مسارًا يرضي جميع الأطراف، والآن علينا تجربة بضع شحنات لمعرفة إن كان الأمر سينجح فعلاً."
وبحسب المصادر، ستتولى شركات تجارية التعامل مع الشحنات الخمس فور الاتفاق على الإطار التنظيمي.
ووفقًا لمصدرين في شركات تجارة مطلعة على المفاوضات، فإن الشحنات ستتراوح بين 150 ألف و250 ألف طن متري من الكانولا الأسترالية (المعروفة أيضًا باسم بذور اللفت) إلى الصين.
ورفضت المصادر الكشف عن أسمائها لعدم حصولها على تصريح بالتحدث علنًا حول الموضوع.
وردًا على استفسار من وكالة رويترز، قالت وزارة الزراعة الأسترالية:
"المناقشات الحكومية بشأن هذا الملف لا تزال نشطة وجارية، ولم يتم الانتهاء من التفاصيل بعد."
ولم ترد وزارة التجارة الصينية أو إدارة الجمارك العامة الصينية على طلب للتعليق.
يُذكر أن الصين اشترت خلال السنوات الخمس الماضية في المتوسط نحو 4 ملايين طن متري من الكانولا سنويًا، بقيمة تزيد عن 2 مليار دولار، لاستخدامها في زيت الطهي والوقود المتجدد وأعلاف الحيوانات.
وتأتي هذه التطورات في وقت يزور فيه رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيزي الصين حاليًا، في مؤشر على تحسّن العلاقات الثنائية منذ وصول حكومته العمالية إلى السلطة في 2022.
ويُذكر أن أستراليا أجرت العام الماضي شحنتين تجريبيتين أصغر إلى الصين، حيث تم تصدير 500 طن من الكانولا في كل من يونيو ويوليو 2024، وفقًا لبيانات التجارة الأسترالية.
وتركّزت المفاوضات على تلبية متطلبات الصين التي تشترط ألا تتجاوز نسبة الشوائب مثل القشور والبذور المكسورة في شحنات الكانولا نسبة 1%، بالإضافة إلى معالجة المخاوف المتعلقة بانتقال عدوى مرض "البلاكليج"، وفقًا للمصدرين المطلعين على المحادثات.
المصدر: رويترز