المملكة العربية السعودية: نظرة على سوق الزيوت والدهون

‍
تعد المملكة العربية السعودية من أكبر الأسواق في منطقة الشرق الأوسط في قطاع الزيوت والدهون، مدعومة بنمو سكاني واقتصادي متسارع. يبلغ عدد سكان المملكة نحو 36 مليون نسمة (تقديرات 2023)، ما يرفع حجم الطلب على مختلف المنتجات الغذائية، وعلى رأسها الزيوت والدهون المستخدمة في الصناعات الغذائية والاستهلاك اليومي.

صادرات وواردات وإنتاج واستهلاك المملكة من الزيوت والدهون

تُظهر البيانات الخاصة بعام 2023 اعتمادًا ملحوظًا على الواردات لتلبية احتياجات السوق المحلي، مع وجود إنتاج محلي في بعض الزيوت الحيوية، ونشاط تصديري متزايد لبعض الأنواع.

• الاستهلاك المحلي: 978 ألف طن متري
• الواردات: 981 ألف طن متري
• الإنتاج المحلي: 89 ألف طن متري
• الصادرات: 146 ألف طن متري

توضح هذه الأرقام تقاربًا كبيرًا بين الاستهلاك والواردات، ما يعكس أهمية الاستيراد في تغطية الطلب المحلي، في حين يشير الإنتاج المحلي والصادرات إلى تطور ملحوظ في بعض الزيوت، لاسيما زيت الصويا.

التحليل التاريخي للفترة من 2019 إلى 2023

يعرض الرسم التالي التغيرات التي طرأت على الاستهلاك، والواردات، والإنتاج، والصادرات خلال السنوات الخمس الأخيرة:

الملاحظات الرئيسية

1. تذبذب في الإنتاج المحلي: انخفض من 143 ألف طن متري في 2019 إلى 89 ألف طن متري في 2023، ما قد يعكس تحديات في بعض القطاعات الزراعية أو الصناعية.
2. استقرار نسبي في الاستهلاك: تراوح بين 896 و978 ألف طن متري خلال الفترة، مع ارتفاع ملحوظ في 2022 و2023.
3. تقلبات في الواردات: وصلت ذروتها في 2022 (1098 ألف طن متري)، قبل أن تنخفض إلى 981 ألف طن متري في 2023.
4. نمو الصادرات في بعض السنوات: بلغت 182 ألف طن متري في 2022، ثم تراجعت إلى 146 ألف طن متري في 2023.

الاستهلاك

• إجمالي الاستهلاك: 978 ألف طن متري في 2023.
• أبرز الزيوت المُستهلكة:
  • زيت النخيل (647 ألف طن متري)
  • زيت عباد الشمس (115 ألف طن متري)
  • الزبدة (59 ألف طن متري)
  • زيت الذرة (47 ألف طن متري)
  • زيت الصويا (46 ألف طن متري)
• الزيوت الأخرى: زيت الزيتون (31 ألف طن متري)، زيت القطن (2 ألف طن متري)، زيت بذر الكتان (1 ألف طن متري)، زيت بذور اللفت (7 آلاف طن متري)، زيت جوز الهند (5 آلاف طن متري)، زيت نواة النخيل (15 ألف طن متري)، شحم ودهون (3 آلاف طن متري).
• يعكس هذا التنوع اعتمادًا كبيرًا على زيت النخيل، يتبعه زيت عباد الشمس، مع استهلاك متنوع لأنواع أخرى من الزيوت الحيوانية والنباتية.

الواردات

• إجمالي الواردات: 981 ألف طن متري في 2023.
• الزيوت الرئيسية المستوردة: زيت النخيل (655 ألف طن متري)، زيت عباد الشمس (143 ألف طن متري)، زيت الذرة (52 ألف طن متري)، والزبدة (59 ألف طن متري).
• الأسباب الرئيسية للاعتماد على الواردات:
  1. الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك: لا يكفي الإنتاج المحلي لتغطية الطلب المتزايد.
  2. تنوع احتياجات السوق: تتطلب السوق المحلية أنواعًا مختلفة من الزيوت، بعضها لا ينتج محليًا بكميات كافية.
  3. تغيرات في الأسعار العالمية: تؤثر على حجم الواردات وعلى قرارات المستوردين والمصنعين.

الإنتاج المحلي

• إجمالي الإنتاج: 89 ألف طن متري في 2023.
• أهم المنتجات:
  • زيت الصويا (89 ألف طن متري)
• ملاحظات:
  1. يشير تركيز الإنتاج على زيت الصويا إلى وجود صناعات تحويلية مرتبطة بهذا المحصول، مع إمكانية توسعة الإنتاج إذا توفرت الموارد الزراعية والصناعية المناسبة.
  2. يتطلب ارتفاع الطلب على بقية الزيوت تحفيز الإنتاج المحلي من خلال سياسات زراعية وصناعية مشجعة.

الصادرات

• إجمالي الصادرات: 146 ألف طن متري في 2023.
• أبرز المنتجات المُصدرة: زيت الصويا (63 ألف طن متري)، زيت النخيل (48 ألف طن متري)، زيت عباد الشمس (21 ألف طن متري)، وزيت الذرة (14 ألف طن متري).
• الدوافع:
  1. جودة الخدمات اللوجستية: توفر بنية تحتية متقدمة للتخزين والنقل يدعم إعادة التصدير.
  2. إعادة التصدير: تستورد المملكة كميات كبيرة من الزيوت وتقوم بتكريرها أو تعبئتها ومن ثم تصديرها لدول أخرى.
  3. اتفاقيات تجارية: قد تتيح وصولًا سهلًا إلى أسواق إقليمية وعالمية.

التوصيات

1. تنويع الإنتاج المحلي: تشجيع الاستثمار في زراعة المحاصيل الزيتية مثل دوار الشمس وفول الصويا وبذور اللفت لتقليل الاعتماد على الواردات.
2. تحفيز الصناعات التحويلية: بناء منشآت تكرير وتعليب حديثة لرفع القيمة المضافة وتشجيع التصدير.
3. تطوير القدرات البحثية: دعم مراكز الأبحاث المتخصصة في تحسين إنتاجية المحاصيل وتطوير بدائل للزيوت المستوردة.
4. توسيع اتفاقيات التبادل التجاري: بهدف الوصول إلى أسواق جديدة للمنتجات السعودية وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي لتجارة الزيوت والدهون.

الخلاصة

تُظهر البيانات الخاصة بعام 2023 استمرار الاعتماد الكبير على الواردات في سوق الزيوت والدهون السعودي، مقابل إنتاج محلي محدود يتركز في زيت الصويا. ومع ذلك، تشير معدلات الصادرات الملحوظة إلى وجود إمكانات لإعادة التصدير والاستفادة من البنية التحتية القوية للمملكة. ويظل توسيع الإنتاج المحلي وتنويع مصادر الاستيراد وتعزيز القدرات الصناعية والبحثية من العوامل الرئيسية لتحقيق أمن غذائي مستدام في قطاع الزيوت والدهون.

‍